نام کتاب : اللمع في أسباب ورود الحديث نویسنده : جلال الدين السيوطي جلد : 1 صفحه : 8
ودونها الإنشاد ، والترسل ، والفرائض ، ودونها القراءات ولم آخذها عن شيخ ، ودونها الطب : وأما علم الحساب فهو أعسر شئ علي ، وأبعده عن ذهني ، وإذا نظرت في مسألة تتعلق به فكأنما أحاول جبلا أحمله وقد كنت في مبادئ الطلب قرأت في علم المنطق ، ثم ألقى الله كراهته في قلبي ، وسمعت أن ابن الصلاح أفتى بتحريمه فتركته لذلك ، فعوضني الله عنه علم الحديث الذي هو أشرف العلوم . والذي أعتقده أن الذي وصلت إليه من هذه العلوم السبعة سوى الفقه والنقول التي اطلعت عليها فيها ، لم يصل إليه ولا وقف عليه عليه أحد من أشياخي ، فضلا عمن هو دونهم ، وأما الفقه ، فلا أقول ذلك فيه ، بل شيخي فيه أوسع نظرا وأطول باعا . ويقول : وقد كملت عندي الآن آلات الاجتهاد ، ويذكر الباعث على دعواه هذه فيقول : أقول ذلك تحدثا بنعمة الله تعالى لا فخرا ، وأي شئ في الدنيا حتى يطلب تحصيلها بالفجر ، وقد أزف الرحيل وبدا الشيب ، وذهب أطيب العمر ، ولو شئت أن أكتب في كل مسألة مصنفا بأقوالها وأدلتها النقلية والقياسية ، ومدركها ونقوضها وأجوبتها ، والموازنة بين اختلاف المذاهب فيها لقدرت على ذلك من فضل الله ، لا بحولي ولا بقوتي فلا حول ولا قوة إلا بالله ، ما شاء الله لا قوة إلا بالله . أخلاقه وثناء العلماء عليه : يقول نجم الدين الغزي [1] : ولما بلغ أربعين سنة من عمره أخذ في التجرد للعبادة والانقطاع إلى الله تعالى ، والاشتغال به صرفا ، والإعراض