الجملة زادها ابن مسعود اجتهادا منه ، فكذلك تغيير صيغة السلام من الخطاب إلى الغيبة ، اجتهادا منه أيضا .
السادس : أن البيهقي روى في سننه عن القاسم عن عائشة رضي الله عنها قالت : هذا تشهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم : التحيات لله إلى آخره ، مثل تشهد ابن مسعود . قال النووي في الخلاصة : إسناده جيد : وهو يفيد أن تشهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم مثل تشهدنا ، وهي فائدة حسنة ا ه .
السابع : روى أبو عاصم قال أخبرنا ابن جريح قال : سئل وأنا أسمع عن التشهد ؟ فقال ، التحيات لله ، وذكر تشهد ابن عباس ، ثم قال : لقد سمعت عبد الله بن الزبير يقولهن على المنبر ، يعلمهن الناس ، ولقد سمعت عبد الله ابن عباس يقول مثل ما سمعت ابن الزبير يقول ، قلت : فلم يختلف ابن الزبير وابن عباس ؟ فقال : لا ، أخرجه الطحاوي . ووقع هذا الأثر في مصنف عبد الرزاق بصيغة الغيبة وما هنا أرجح ، لأنه أحال على تشهد ابن عباس ، والسلام فيه بصيغة الخطاب .
الثامن : أن المسلمين المقيمين في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمكة واليمن وأطراف الجزيرة العربية ، كانوا يسلمون على النبي صلى الله عليه وآله وسلم في تشهد الصلاة بصيغة الخطاب ولم يأمرهم بتغيير صيغة السلام ، لكونهم غائبين عنه .
التاسع : أن وفاته صلى الله عليه وآله وسلم لا تستوجب تغيير السلام من الخطاب إلى الغيبة ، لأن سلامنا عليه يبلغه حيث كنا ، روى أحمد والنسائي عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : " إن لله في الأرض ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتي السلام " صححه ابن حبان . وللحديث طرق كثيرة .
العاشر : قال ابن حزم أثناء الرد على من زعم أن رسالة النبي تنتهي بانتقاله ، ما نصه : وكذلك ما أجمع الناس عليه ، وجاء به النص ، من قول كل مصل فرضا أو نافلة : السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ا ه من كتاب الفصل ج 1 ص 89 ، لابن القيم قريب من هذا المعنى في كتاب الروح .
وقال ابن تيمية في الجواب الباهر : والسلام عليه صلى الله عليه وآله وسلم قد شرع للمسلمين في كل صلاة ، وشرع للمسلمين إذا دخل أحدهم المسجد أي مسجد