أنه طعن في السن . ومن سنن الحياة أن يضعف المرء مع تقدم سنه ، ويكثر حدبه على أهله وأقاربه . فتجمعت الأسباب . . . وكان أهم ما أخذ الناقمون عليه ما يلي : أ - الأسباب التي أخذها الناس على عثمان وطريقة حكمه : 1 - أنه جمع الناس على مصحف واحد . وقد أجاب رضي الله عنه عن ذلك : القرآن من عند الله ، إنما نهيتكم عن الاختلاف فيه . والحقيقة أن ذلك حسنة من حسناته ، فقد روى الأئمة بأجمعهم أن ريد بن ثابت قال : أرسل إلي أبو بكر رضي الله عنه بعد مقتل أهل اليمامة ، فإذا عمر بن الخطاب عنده فقال أبو بكر : إن عمر أتانا فقال : إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن ، واني أخشى أن يستحر القتل بالقراء بالمواطن فيذهب كثير من القرآن ، وإني أرى أن تجمع القرآن . قلت لعمر : كيف نفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال عمر : هذا والله خير . فلم يزل يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك ، ورأيت في ذلك الذي رأى عمر " . وقد تم جمع القرآن في زمن أبي بكر وبقيت الصحف عنده حتى توفاه الله ، ثم عند عمر ، ثم عند ابنته حفصة رضي الله عنها . ولما قدم حذيفة ابن اليمان على عثمان من مناطق القتال في العراق والشام قال لعثمان : يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى . فأرسل عثمان إلى حفصة كي ترسل له الصحف حيث ثم نسخها بواسطة عدد من الصحابة : زيد بن ثابت ، وعبد الله بن الزبير ، وسعيد بن العاص ، وعبد الرحمن ابن الحارث . فنسخوها في نسخ أرسل عثمان إلى كل قطر بنسخة منها ، ورد الصحف إلى حفصة ، وأمر بإتلاف ما عدا ذلك من الكتابات المتفرقة عند الاشخاص .