responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الغرباء من المؤمنين نویسنده : محمد بن الحسين الآجري    جلد : 1  صفحه : 6


العليا وكلمة كفروا السفلى ، فكثر أنصاره ، وساد أهله ، وقهر أهل الباطل وغلبوا ، ومن هنا أخذت صفة الغربة نزول عن المسلمين .
ولكن سنة الله في خلقه لا بد أن تتحقق ، فيقل المسلمون ، ويهيمن أهل الباطل وتكون الغلبة لهم ، فيأخذ الاسلام في الاغتراب والترحل ، إلى أن يعود غريبا كما بدا .
والاسلام في وقتنا الحاضر هو أشد غربة منه في ابتدائه ، حيث تنوعت الاسلام الغربة وصورها ، وتعددت ألوانها واختلفت كثيرا عما قبل ، مع كون أحكام الاسلام ومبادئه واضحة بارزة ، إلا أن الحقيقة الاسلامية غريبة جدا ، وأهلها غرباء بين الناس .
ومن وصف الغرباء أنهم يرتاحون إلى الخلوة ، ويملون إلى الواحدة ، ويستوحشون من جميع الناس فلا تطيب نفوسهم إلا بصحبة أمثالهم من الغرباء فإذا بهم ينعتون بالشذوذ تارة ، لان الحق نهجهم ، وبالمخالفة تارة أخرى ، لان معظم الناس مالوا عن الحق .
وكيف لا يكون الغريب شاذا أو مخالفا بين قوم جعلوا المعروف منكرا ، والمنكر معروفا ، وملكتهم أهواؤهم وشهوات نفوسهم ، فهم لها عبيد ؟ وكيف لا يكون الغريب شاذا ، وقد هجر الدنيا ونبذها وراء ظهره ، وزهد في متعها ولذائذها ، ولم يلتفت إلا إلى ما يقربه إلى رضاء الله ورضوانه ، وجعل دأبه حياة أخرى آمن بها وعمل لها ، وسهر لأجلها حين نام الغافلون ، فاستطاب مرارة الصبر في الدنيا واستعذبها ، لأنه أيقن أن مذاق الآخرة أحلى وأطيب ؟ ! ، وهذا الكتاب الذي بين الدنيا وبما هان فيها ، حيث ارتفعت أرواحهم فوق الدنيا فرأوها صغيرة لا تعدل جناح بعوضة ، وكرمت أخلاقهم وسمت فصارت شبه نبوته .

نام کتاب : الغرباء من المؤمنين نویسنده : محمد بن الحسين الآجري    جلد : 1  صفحه : 6
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست