وخرجت عن جميع رعونات النفوس وإلا فمن لازمك الحسد ، ولو كنت عاقلا لطلبت من ربك أن يعطيك كما أعطى من حسدته واسترحت من تعرضك للمقت . قلت : وأنا أعطيك ميزانا تعرف به الحسود من غيره ، وهو أن كل من عجز عن تصوير دعوى شرعية عليك في الدنيا والآخرة ، وهو مع ذلك يكرهك فاعلم أنه حسود لا يرضيه إلا زوال النعمة عنك . فاسلك يا أخي على يد شيخ أن أردت العمل بهذا العهد والله يتولى هداك . روى الشيخان وغيرهما مرفوعا في حديث طويل : ولا تحاسدوا ولا تباغضوا . وروى ابن حبان في صحيحه والحاكم مرفوعا : " " لا يجتمع في جوف عبد مؤمن غبار في سبيل الله وفيح جهنم ، ولا يجتمع في جوف عبد مؤمن الإيمان والحسد " " . وروى أبو داود مرفوعا : " " إياكم والحسد فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب " " ، أو قال العشب . وروى الطبراني ورواته ثقات مرفوعا : " " لا يزال الناس بخير ما لم يتحاسدوا " " . وفي رواية له أيضا مرفوعا : " " ليس مني ذو حسد ولا نميمة " " . وفي رواية له أيضا : " " لا أخاف على أمتي إلا ثلاث خصال أن تكثر لهم الدنيا فيتحاسدون " " . وروى البزار بإسناد جيد والبيهقي وغيرهما مرفوعا : " " دب إليكم داء الأمم قبلكم الحسد والبغضاء هي الحالقة ، أما إني لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين " " . وروى الترمذي وقال حديث حسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأنس : " " يا بني إن قدرت على أن تصبح وتمسي ليس في قلبك حسد لأحد فافعل " " . وروى الإمام أحمد على شرط الشيخين : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه يطلع الآن عليكم رجل