responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العهود المحمدية نویسنده : عبد الوهاب الشعراني    جلد : 1  صفحه : 837


لما أخبرنا بمعاداتهم لنا فافهم ، وإياكم والاعتراض على من رأيته يفخم الكفار ببادي الرأي ، بل تربص في ذلك فربما يكون له عذر شرعي في ذلك من خوف أذاه ونحوه كتمييل قلبه لأهل الإسلام أو الإسلام ، وأقم العذر لإخواننا المسلمين فإنهم لم يعظموا اليهود والنصارى إلا بعد تقريب الولاة لهم ، وجعلهم صيارف ومكاسين وحاكمين على تجاربنا وعلمائنا ومشايخنا في جميع ما يأتيهم من الأنواع التي عليها عادة ، فتصير أحمال الواحد منا مطروحة على شاطئ البحر مثلا لا يقدر على تخليصها حتى يأتي المعلم ويفرج عنا ، فطاعتنا لهم وتحسيننا لهم الألفاظ إنما هي حقيقة أدب مع الولاة اللذين ولوهم ، فاعرف زمانك يا أخي .
وقد كاتبت مرة يهوديا وقلت في مكاتبتي : وأسأل الله تعالى أن يدخل المعلم الجنة من غير عذاب يسبق ، فأنكر على بعض الفقهاء وأجاب عني فقيه آخر بأن ذلك في غاية الصواب ، لأنه لا يدخل الجنة حتى يسلم فطوينا له وقوع الإسلام قبل دخول الجنة لئلا تنفر نفسه من قولنا له حال محبته الكفر اللهم اجعل المعلم يسلم ، فإن قلنا له ذلك يؤذيه كما يؤذينا قوله هو لنا اللهم اجعل فلانا يموت يهوديا ، قال تعالى :
* ( وكذلك زينا لكل أمة عملهم ) * .
وقد حكى القشيري عن معروف الكرخي نحو ما قلناه لما مر عليه جماعة في زورق في دجلة بغداد ومعهم لهو وطرب وخمر يشربونه ، فقال الناس له ادع الله عليهم كما تجاهروا بمعاصي الله تعالى ، فقال معروف ابسطوا أيديكم وقولوا معي اللهم كما فرحتهم في الدنيا ففرحهم في الآخرة ، فقال الناس إنما سألناك يا سيدي أن تدعوا عليهم ، فقال كان من أخلاقه صلى الله عليه وسلم إذا سئل أن يدعو على أحد عدل عن الدعاء عليه ودعا له ، ولا يفرح الله تعالى هؤلاء في الآخرة إلا إن تاب عليهم في الدنيا ، فانظر كيف طوى لهم رضي الله عنه في هذا الدعاء التوبة .
قال شيخنا شيخ الإسلام زكريا في شرح رسالة القشيري وهذا من حسن سياسة معروف رضي الله عنه فاعلم ذلك والله يتولى هداك .
روى مسلم وأبو داود والترمذي مرفوعا :
" " لا تبدءوا اليهود والنصارى بالسلام ، وإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروه إلى أضيقه " " .

نام کتاب : العهود المحمدية نویسنده : عبد الوهاب الشعراني    جلد : 1  صفحه : 837
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست