responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العهود المحمدية نویسنده : عبد الوهاب الشعراني    جلد : 1  صفحه : 675


وقد كنت مرة جالسا عند سيدي علي الخواص رحمه الله وهو يضفر الخوص ، فمر بنا شخص من المتعبدين قوامين الليل الصائمين النهار والنور يخفق على وجهه ، فقلت له يا سيدي انظر إلى هذا النور العظيم الذي على وجه هذا الرجل ، فرفع الشيخ رأسه فقال :
اللهم اكفنا السوء بما شئت وكيف شئت إنك على ما تشاء قدير ، فقلت له : لما ذا ؟ فقال : يا ولدي إذا أراد الله بعبد خيرا جعل نوره في قلبه ليعرف ما يأتي وما يذر من الحسن والقبيح ، وجعل وجهه كآحاد الناس ، وإذا أراد الله بعبد سوءا نقل النور الذي في قلبه على وجهه وأخلى باطنه من النور وجعله مظلما ليقع في كل فاحشة وفي كل رذيلة ، ويقول له الناس مع ذلك شئ لله المدد يا سيدي الشيخ لما يرونه من النور الذي على وجهه مع أن قلبه خراب مظلم ، فقلت له : يا سيدي أما يجمع الله تعالى لأحد بين النورين ؟ فقال : يمكن ولكن قد أمرنا الله تعالى بالستر لأعمالنا في هذه الدار فلا يظهر لنا كمال إلا في محل يقتدى بنا فيه ، فقلت له حصول النور على وجه العبد لا يجئ بالتفعل ، فقال صحيح : ولكن لا يظهر عليه شئ قط إلا مع ميل سبق منه ولولا ميله ما ظهر ، فقلت له فيحتاج الإنسان إلى ميزان دقيق ، فقال : نعم وهو كذلك فربما ظهر كمال العبد بميل خفي لا يشعر به فليفتش العبد نفسه انتهى .
وسمعت أخي أفضل الدين رحمه الله يقول : الكامل المكمل من كان على عبادة الملائكة ، ومع ذلك لم يظهر على ظاهر منه شئ فهذا هو الذي يخرج من الدنيا وأجره موفر لا ينقص منه ذرة ، ومن هنا ترك بعض الأكابر العذبة والسبحة وتربية الشعر ولبس الصوف والجلوس على السجادة ودخلوا في غمار العامة فلا يكادون يتميزون عن العامة بهيئة ، فإن هذه الأمور قد صارت علما على أن صاحبها من أهل الطريق ، وأما من لبس الطيلسان وأرخى العذبة ولبس الصوف وجلس على سجادة بلا نية صالحة فكأن كل شعرة منه تقول للناس أنا من الصالحين ، ومحك ذلك أنه إذا ترك تلك اللبسة ولبس ثياب العوام على الدوام يجد في نفسه استيحاشا ، لأن هيئة المشيخة فارقته وما هو شيخ إلا بها ، فصار كالحداد بلا فحم .
قال : وقد طلبت مرة أن أعمل لي شملة حمراء كالأحمدية فشاورت سيدي عليا الخواص ، فقال إن قدرت تقوم بواجبها فالبسها ، فقلت له وما واجبها ؟ قال أن تمشي على قدم سيدي أحمد البدوي ، قال : فقلت له لا أطيق فقال : فاترك ذلك ثم قال وعزة ربي إني جعلت في زيق جبتي شرموطا أحمر محبة في سيدي أحمد وأنا مستحي من الله تعالى

نام کتاب : العهود المحمدية نویسنده : عبد الوهاب الشعراني    جلد : 1  صفحه : 675
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست