responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العهود المحمدية نویسنده : عبد الوهاب الشعراني    جلد : 1  صفحه : 659


من الإمام الشافعي ؟ هل أنت أعلم من سيبويه ؟ هل أنت أعلم من أئمة الأصول ؟ هل أنت أعلم من علماء المعاني والبيان ؟ هل أنت أعلم من أئمة التفسير ؟ هل أنت هل أنت ، وهكذا فما درى المدعى ما يقول فافتضح في المجلس .
وسمعت شيخنا شيخ الإسلام زكريا رحمه الله يقول : بلغنا أن محمد بن جرير الطبري ألف تفسيرا ألف مجلدة ضخمة وكان محفوظه من متون العلوم نحو حمل مائة بعير .
وكان ابن شاهين يقول : كتبت من المؤلفات ما لا أحصي عده وحسبت الحبر فبلغ ألفين من القناطير .
وكان بعضهم يقول : لو كتبت ما في صدري ما حمله مركب ، ولم يزل في كل عصر علماء حاملون العلم لا يجئ العلماء المشهورون من طلبتهم .
وسمعت شخصا ضعيف الحال مثلي يقول : والله العظيم لا أعلم الآن في مصر كلها أعلم مني ولو أنني علمت لمشيت واستفدت منه ، وهذا هو مجنون وأقل جزاؤه أنه حرم بركة علماء زمانه ومات بجهله .
وقد رأيت شخصا يدعى القطبية يقول : أطلعني الله تعالى على دائرة الأولياء كلهم فلم أر فلانا منهم وأشار إلى شخص من صالحي عصره ، فقال له شخص في المجلس إن كنت صادقا فقل لي كم في لحيتك من شعرة ؟ فما درى ما يقول وخجل بين الناس وإذا كان الله تعالى نهى العلماء عن دعوى العلم مع علمهم فكيف بمن يجهل ويدعي العلم مع الجهل .
وحكى لي شيخنا شيخ الإسلام زكريا رحمه الله قال : اجتمع يوما في مجلس الحسن البصري رضي الله عنه خمسمائة محبرة تكتب عنه العلم ، فحصل له بعض عجب في نفسه فقال لا تسألوني في هذا المجلس عن علم من العلوم إلا أخبرتكم به ، فقام إليه صبي أمرد ضعيف يتوكأ على عصا فقال يا سيدي قد سمعنا قولك فهل للناموسة كرش أو مصران ، فتغير لون الحسن واصفر ثم حمل من ذلك المجلس مغشيا عليه فمات بعد ثلاثة أيام ، وذكر الشيخ الكامل محي الدين بن العربي رضي الله عنه عن نفسه أنه كان راكبا مرة في سفينة في البحر المحيط فهاجت الريح ، فقال أسكن يا بحر فإن عليك بحرا من العلم ، فطلعت له هائشة من البحر وقالت له : قد سمعنا قولك فما تقول فيما إذا مسخ زوج المرأة هل تعتد عدة الأحياء أم الأموات ؟ فما درى الشيخ ما يقول : فقالت له الهائشة تجعلني شيخا لك وأنا أعلمك الجواب ؟ فقال : نعم ، فقالت : إن مسخ حيوانا اعتدت عدة الأحياء ، وإن مسخ جمادا اعتدت عدة الأموات . ذكر هذه الحكاية في ترجمة مشايخه من الجن والإنس والملائكة والحيوانات ، وبلغنا أنه من ذلك الوقت ما سمع أحد منه رائحة دعوى العلم .

نام کتاب : العهود المحمدية نویسنده : عبد الوهاب الشعراني    جلد : 1  صفحه : 659
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست