responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العهود المحمدية نویسنده : عبد الوهاب الشعراني    جلد : 1  صفحه : 654


ولا نكتمه عن أحد علمنا منه الإخلاص فيه ولو كفر هو بتعليمنا له ، كما أن من شرط المعلم كذلك الإخلاص :
وسمعت سيدي عليا الخواص رحمة الله يقول : من علامة إخلاص المعلم أن لا يلتفت إلى اعتراف الناس بتعليمه أو كفرانهم به ، وكل من تكدر ممن تركه من طلبته وقرأ على غيره فما شم للإخلاص رائحة وهو مراء بعلمه .
وعبارة الإمام النووي في كتاب التبيان وفي مقدمة شرح المهذب . فاعلم أن من أهم ما يؤمر به المعلم أن لا يتأذى ممن يقرأ على غيره قال : وهذه مصيبة يبتلى بها جهلة المعلمين لغباوتهم وفساد نيتهم وهو من الدلائل الصريحة على عدم إرادتهم بالتعليم وجه الله الكريم .
وسمعت شيخنا شيخ الإسلام زكريا رحمه الله يقول : إياك أن تكتم العلم عن عدوك فإن الشرع حقيقة إنما هو لله ورسوله ، ومن شرط كل محب لله ورسوله أن يحب نشر ما شرعه الله ورسوله في جميع الخلق سواء كانوا أصدقاء أو أعداء .
وقد جاء التحذير العظيم في حق من كتم العلم عن أهله كما سيأتي في الأحاديث وكان الإمام الشافعي رضي الله عنه ينشد :
أأنشر علما بين راعية الغنم * وأنثر منظوما لسارحة النعم إلى أن قال :
فإن يسر الله الكريم بفضله * وأدركت أهلا للعلوم وللحكم بثثت مفيدا واستفدت ودادهم * وإلا فمخزون لدي ومكتتم ومن منح الجهال علما أضاعه * ومن منع المستوجبين فقد ظلم وسمعت أخي أفضل الدين رحمه الله يقول : إنما توعد الشارع صلى الله عليه وسلم السلف الصالح إذا كتموا العلم تشجيعا لهم حتى يتكلموا به لخوفهم من الشهرة ، وأما الناس اليوم فلو كان التحذير في الكلام لتكلموا ولم يسكتوا ، فكان السلف الصالح لكثرة إخلاصهم يود كل واحد منهم أن لو كانت الشهرة بالعلم لأخيه فكانوا يقوون نور إخوانهم ويضعفون نورهم عند الناس ، وربما عرضت المسألة الواحدة على ثلاثين نفسا وكل منهم يردها حتى تجئ إلى الأول خوفا من القول في دين الله بالرأي .

نام کتاب : العهود المحمدية نویسنده : عبد الوهاب الشعراني    جلد : 1  صفحه : 654
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست