responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العهود المحمدية نویسنده : عبد الوهاب الشعراني    جلد : 1  صفحه : 593


سمعت سيدي عليا الخواص رحمه الله يقول : لا ينبغي لأحد أن يوصي بدفنه في مكان معين ، إلا إن أعطاه الله تعالى علم ذلك من طريق كشفه الصحيح الذي لا يدخله محو أن ذلك المكان الذي عينه هو الذي ذر على سرته منه يوم ولد ، وعرف الملك الذي ذره عليه .
وسمعت أخي أفضل الدين رحمه الله يقول : أعرف موضع طينتي التي عجنت مع طينة أبي آدم عليه السلام ، ولم تزل روحي تشاهد ذلك المكان إلى وقتي هذا فقلت له سألتك بالله أن تعلمني بمحلها . فقال على يمين منزل الحاج ببدر ، قريبا من مسجد الغمام . فلما حضرته الوفاة سافر إلى هناك فدفن بها ، فكان الأمر كما قال ، وأخبرتني والدته بعد موته أنه قال لها ليلة النصف من شعبان تلك السنة التي مات فيها : إن ورقتي الليلة نزلت بموتي ودفني في بدر . قالت : فقلت إن ولدي ميت تلك السنة لأني ما عهدت عليه قط كذبا ، فسافر تلك السنة إلى مكة وهو مريض ، فصار الناس يقولون له حج مثلك لا يجب ولا يستحب بالإجماع ، فيقول ما أنا مسافر للحج وإنما أسافر لقبري ، فمرض في الذهاب ومات قبل بدر بمرحلة فحمل إلى بدر رضي الله عنه فمثل هذا هو الذي يوصي بالدفن بمكان معين .
وقد قال شخص لسيدي علي الخواص مرة : دستور نعمل لكم مدفنا فيه ؟
فقال نحن ليس لنا مع الله اختيار في حال حياتنا فكيف يكون لنا معه اختيار بعد موتنا .
ولما مات وخرجنا مع جنازته للصلاة عليه في جامع الحاكم بمصر ، وكانت السماء تمطر كأفواه القرب حال الصلاة عليه ، قلت لأخي أفضل الدين : أي مكان تقولون يدفن ؟ فقال في زاوية الشيخ بركات خارج باب الفتوح فعارض في دفنه هناك شرف الدين الصغير أكبر جماعة الديوان ، وقال لا بد من دفنه في تربتي بالقرب من الإمام الشافعي ، وساعده في ذلك جماعات كثيرة وأخي أفضل الدين يقول لي : لا تتكلم لو كان معهم جن سليمان ما قدر أحد ينقله إلى القرافة فكان الأمر كما قال فخطف التابوت جماعة من الزعر والشطار وخرجوا به نحو باب الفتوح رضي الله عنه .
وكان سيدي علي وأخي أفضل الدين يكرهان بناء القبة على القبر ووضع التابوت الخشب والستر عليه ونحو ذلك لآحاد الناس ، ويقولون هذا لا يليق إلا بالأنبياء ومن داناهم من الأولياء الأكابر ، وأما نحن فمقامنا الدفن تحت نعال الناس في الشوارع .
ورأي أخي أفضل الدين مجذوبا طلع لنائب مصر وقال له ابن لي زاوية وقبة ، فقال

نام کتاب : العهود المحمدية نویسنده : عبد الوهاب الشعراني    جلد : 1  صفحه : 593
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست