إليه بالمحبة أمرا قهريا ويشكر فضله كلما رآه ويريد أن يعاديه كما أمره الله فلا يقدر قال : وتأمل قوله تعالى : * ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة ) * . تجده تعالى ما أخبر أنه عدونا إلا لعلمه تعالى بأننا لا نعاديهم بمعاداته تعالى وحده لنقص ديننا وإيماننا ، فقال وعدوكم حتى لا يبقى لنا عذر في محبتهم . وهو كلام نفيس . روى مالك والشيخان وأبو داود والترمذي والنسائي عن عثمان بن أبي العاص : أنه شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعا يجده في جسده منذ أسلم ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " " ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل : بسم الله ثلاث مرات أو سبع مرات : أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر " " . وفي رواية لمالك : " " أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر " " قال عثمان : ففعلت ذلك فاذهب الله ما كان بي ، فلم أزل آمر بها أهلي وغيرهم . وفي رواية لأبي داود والترمذي عن عثمان قال : أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم وبي وجع قد كاد يهلكني ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " " امسح بيمينك سبع مرات ، وقل أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد " " . وروى أبو داود مرفوعا : " " من شكا منكم شيئا أو اشتكاه أخ له فليقل : ربنا الله الذي في السماء تقدس اسمك ، أمرك في السماء والأرض كما رحمتك في السماء فاجعل رحمتك في الأرض ، اغفر لنا حوبنا وخطايانا ، أنت رب الطيبين ، أنزل رحمة من رحمتك وشفاء من شفائك على هذا الوجع فيبرأ " " . وروى الترمذي مرفوعا : " " إذا اشتكيت فضع يدك حيث تشتكي ، ثم قل بسم الله أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد من وجعي هذا ؟ ثم ارفع يدك ، ثم أعد ذلك وترا " " . والله تعالى أعلم .