وأما من بنى مسجدا من حرام أو شبهات أو من غير إخلاص نية فربما أثم ولم يقبل منه ، وإذا كان يوم القيامة انهار به في نار جهنم . وأما عدم الزخرفة فإنما هو حتى لا يفتن المصلون بإطماحهم أبصارهم إلى تلك الألوان والصنائع فلا يفي أجره بوزره لأن روح الصلاة ، الذي هو الإقبال بالجسم والقلب على الله تعالى ، لم يحصل لمن يصلي هناك ، فكأنهم لم يصلوا هناك فلا تعمر يا أخي شيئا من المساجد إلا إن علمت من نفسك الإخلاص ، فإن علمت من نفسك أنك إنما تعمر ليقال ، فأعط الناس الذين يكتمون عليك الأمر ما سمحت به من المال ليصرفوه في عماراته من غير أن ينسب إليك ذلك . والله تعالى أعلم . روى الشيخان وغيرهما مرفوعا : " " من بنى مسجدا يبتغي به وجه الله تعالى بنى الله تعالى له بيتا في الجنة " " . وفي رواية للطبراني والبزار وابن حبان في صحيحه واللفظ للبزار مرفوعا : " " من بنى لله مسجدا قدر مفحص قطاة بنى الله له بيتا في الجنة " " . وفي رواية لابن ماجة وابن حبان في صحيحه : " " من بنى لله مسجدا يذكر فيه بنى الله له بيتا في الجنة " " . وفي رواية لابن خزيمة في صحيحه مرفوعا : " " من بنى لله مسجدا كمفحص قطاة أو أصغر بنى الله له بيتا في الجنة " " . وفي رواية : " " كمفحص قطاة لبيضها " " الحديث . ومفحص القطاة : هو مخيمها . وهو قدر موضع جبهة المصلي ، قالوا وإنما مثل بمفحص القطاة دون غيرها لأنها لا تروث فيه . وروى الإمام أحمد والطبراني مرفوعا : " " من بنى مسجدا لله ليصلى فيه بنى الله عز وجل له في الجنة بيتا أفضل منه " " . وفي رواية " " أوسع منه " " . رواه الإمام أحمد وروى الطبراني مرفوعا : " " من بنى بيتا يعبد الله تعالى فيه من مال حلال بنى الله له بيتا في الجنة من در وياقوت " " .