responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العهود المحمدية نویسنده : عبد الوهاب الشعراني    جلد : 1  صفحه : 507


* ( كل شئ هالك إلا وجهه ) * .
أي وجه الشئ الموافق لما يحبه الله ويرضاه ، ويعبرون عن عجب الذنب أيضا بوجه الحق ، لأن منه يركب الخلق يوم البعث ، فلا تظن يا أخي أن المراد بوجه الحق ما يراد بوجه الإنسان والحيوان فإن ذلك محال ، فإن حقيقته تعالى مخالفة لسائر حقائق عباده التي هي الأرواح فضلا عن الصور الظاهرة ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .
فعلم أن من أحب ولده أو زوجته حب الطبع فليس هو من أهل الطريق ، وإنما هو مفتر كذاب ، وكذلك من شح على سائل بشئ طلبه .
وبالجملة فمتى رجح ولده وزوجته عنده في المحبة على ولد الغير وزوجته فهي محبة طبيعية إلا أن يكون من الكمل الذين يحبون الخلق لله تعالى ، ويعلمون أن فيهم جزءا يحب ترجيح محبة ولده على ولد الغير فيعطون ذلك الجزء حقه فليزن مدعي الكمال نفسه بهذا الميزان ، فعلم أنه لولا وجود صفة صالحة في أولاد الكمل ما أحبوهم ، فالصفة الصالحة هي وجه الحق فما أحبوا حقيقة إلا وجه الحق .
وقد عز الأخ الذي يحب أخاه لله في هذا الزمان وصار كالكبريت الأحمر ، فلكل واحد لسان قدام أخيه ولسان ورواءه حتى بعض مشايخ الزوايا ، وإن شككت في قولي هذا فامدح له بعض أقرانه وبالغ فيه حتى أنك تكاد تطفي نوره ، فإنه لا بد أن يذكر لك كلاما فيه رائحة تنقيص تعريضا أو تصريحا ، فأين دعواه المحبة ؟ وما صحبت في عصري هذا أخا صالحا أتحقق أنه من ورائي مثل ما هو قدامي غير الشيخ الصالح زين العابدين ابن الشيخ العارف بالله تعالى الشيخ عبيد البلقيسي ، فسح الله في أجله لا يعرف عدو يأخذ منه كلمة في حق أصحابه كلهم ، لأنه يقلب كل كلام فيه رائحة نقص ويجعله يعطي الكمال وهذا عزيز جدا .
وقد ادعى شخص من مشايخ العصر أن يحبني أعز من ولده وحلف لي بالله العظيم وله نحو عشرين نصفا من الجوالي ، فأرسلت أمتحن دعواه وأطلب منه أن يرتب لي نصفا واحدا منها فعبس في وجه السائل ومن ذلك اليوم ما ادعى محبتي قط .
وقد أجمع أهل الطريق على أن أقل مراتب الأخوة في الله تعالى أن أخاه لو طلب منه نصف ما بيده من مال وثياب وطعام وغير ذلك لأعطاه له بانشراح صدر .

نام کتاب : العهود المحمدية نویسنده : عبد الوهاب الشعراني    جلد : 1  صفحه : 507
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست