responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العهود المحمدية نویسنده : عبد الوهاب الشعراني    جلد : 1  صفحه : 496


في عقائدهم فنميط الأذى عنها بما أطلعنا الله تعالى عليه من طريق كشفنا للحقائق ، فيكتب لنا إن شاء الله نظير الثواب الذي ورد لمن أماط الأذى المحسوس كالحجر والشوك .
ويحتاج من يريد العمل بهذا العهد إلى سلوك على يد شيخ لا أحد عنده أعلى منه معرفة بالله عز وجل ليزيل الشبهة العارضة في عقائد أهل الأفكار من أكابر العلماء ، فضلا عن غيرهم .
وقد وضعت في ذلك ميزانا نحو كراسة ، أزلت بها غالب الإشكالات التي في مذاهب الفرق الإسلامية ، كالجبرية والمعتزلة .
ووضعت ميزانا أخرى تزيل الشبه التي تعرض للعبد في طريق المعرفة بالله تعالى حاصلها أن الله تعالى لم يكلف عبدا بأن يعرف الله تعالى كما يعرف الله نفسه أبدا ، وإن الله تعالى بنفسه علما اختص به لا يعلمه ملك مقرب ولا نبي مرسل ، لأنهم لو علموه لساووه في العلم ، ولا قائل بذلك من جميع الملل فضلا عن دين الإسلام ، وذلك أنه تعالى لا يتحد مع عباده في حد ولا حقيقة ولا فصل ولا جنس .
فرد يا أخي جميع ما ورد في الآيات والأخبار من التنزيه إلى مرتبة علمه بنفسه ، ورد جميع ما ورد في الآيات والأخبار من الصفات التي ظاهرها التشبيه إلى مرتبة علم خلقه تعالى به ، فما أحوج الناس إلى التأويل إلا ظنهم بأن الله تعالى كلفهم بتعقل مرتبة التنزيه التي لا يتعقلونها ، وإلا فلو علموا أنها خاصة به تعالى ما أولوا شيئا وكان يكفيهم الإيمان بأنه * ( ليس كمثله شئ ) * .
فاعلم أن من رحمه الله تعالى بخلقه أنه تنزل لعقول خلقه بإضافة الصفات التي فيها رائحة التشبيه إليه ليأخذوا منها المعاني ، ثم تذهب تلك الصفات التي كادوا أن يكيفوها بعقولهم كأنها حق ويبقى معهم العلم بالتنزيه الذي هو الأصل ، وإنما قلنا التي فيها رائحة التشبيه لأن التشبيه لا يلحق الحق تعالى أبدا كما لا يلحقه التكييف ، وذلك لأن التكييف لا يصح إلا لو وقف التجلي الإلهي للعقول والقلوب أكثر من التنزيه وذلك محال ، فجميع التجليات الإلهية كلمحة بارق ولا تقف للرائي حتى يكفيها ثم بتقدير وجود التكييف لأهل العقول

نام کتاب : العهود المحمدية نویسنده : عبد الوهاب الشعراني    جلد : 1  صفحه : 496
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست