responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العهود المحمدية نویسنده : عبد الوهاب الشعراني    جلد : 1  صفحه : 461


وبلغنا أنهم صبوا مرة على الجنيد غسالة سمك وهو خارج لصلاة الجمعة فعمته من جمته إلى ذيله ، فضحك وقال : من استحق النار فصولح بالماء لا ينبغي له الغضب ، ثم عاد إلى البيت واستعار ثوب زوجته فصلى فيه .
وكان السلف الصالح رضي الله عنهم كلهم يقولون : الدرجات هي الخلق الحسن ، فمن زاد عليك في الخلق زاد عليك في الدرجات ، وكانوا إذا آذاهم إنسان يعتذرون إليه ويقولون : نحن الظالمون عليك ، ولو أنا أطعناك فيما طلبته منا ما آذيتنا فاللوم علينا لا عليك وكانوا إذا بلغهم عن امرأة أو عبد سوء خلق تزوجوها أو اشتروا العبد وصبروا على سوء خلقهما ، وكذلك كانوا يشترون الحمارة أو البغلة الحرون فيركبونها ولا يضربونها يروضون نفوسهم في الصبر عليها ، وكان على هذا القدم سيدي أفضل الدين رحمه الله ، فكان لا يحرك رجله على الحمارة أبدا إذا ركبها ، ويحتاج مثل ذلك إلى طول روح عظيمة لا سيما الحديد المرارة .
وقد رأيت مرة شخصا نحريرا ضرب حمارته فلم تمش ، فنزل وصار يعضها في أذنها وذنبها بفمه ، ويقول : هيه يا مشومة هيه يا مشومة ، كأنه يخاطب من يعقل .
وقد رأيت مرة شخصا انقطع الجحش من وراء حمارته ، فقال له : طرش طرش ، فلم يجئ ، فقال له : يا سيدي قطب الدين يا سيدي قطب الدين ، فلم يجئ ، فنزل وضربه فمات في الحال ، وقال : لا تجئ بقولي طرش ولا بقولي يا سيدي قطب الدين ، فأقول جزاؤك الموت .
ورأيت مرة شخصا علق بقرته يطحن عليها لما ضعف ثوره فلم تدر في الطاحون فضربها فلم تدر ، فقال : قفي لي ، أنا أعرف أن نفسك كبيرة لأجل الشوية السمن التي حوشتها من لبنك ، ثم ذهب وأتى بالقدرة السمن فكسرها في مدار الطاحون ، وقال : بقيتي تكبري نفسك بإيش ، ثم ضربها بمزربة فماتت . والحكايات في سوء الخلق كثيرة ، وإنما ذكرت بعض ذلك لتعلم أن الواجب على كل مؤمن أن يروض نفسه ليصبر على تحمل أذى الناس والدواب ولا يخرج إلى طبع المجانين ، فإن حكم هؤلاء الذين ذكرناهم حكم المجانين بلا شك ، فاعلم أن من أعظم حسن الخلق صبرك على من تقدر على تنفيذ غضبك فيه ثم تتركه كزوجتك وفتاك .

نام کتاب : العهود المحمدية نویسنده : عبد الوهاب الشعراني    جلد : 1  صفحه : 461
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست