responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العهود المحمدية نویسنده : عبد الوهاب الشعراني    جلد : 1  صفحه : 459


وبلغنا أن سيدي إبراهيم بن أدهم مد رجله ليلة في الظلام ، فسمع قائلا يقول :
يا إبراهيم ما هكذا تجالس الملوك ، فضم رجله ولم يمدها إلى أن مات رحمه الله .
وسمعت سيدي عليا الخواص رحمه الله يقول : من استحيى من الله استحيا الله منه يوم القيامة أن يؤاخذه ، ومن غضب إذا انتهكت حرمات الله غضب الله إذا انتهكت له حرمته كذلك ، ومن لم يستح من الله لم يستح الله من عذابه ، ومن لم يغضب لله تعالى لا يغضب الله لأجله وهكذا ، فمجازاته تعالى كالفرع في هذه الأمور وإن كان الأصل منه كما قال :
* ( فاذكروني أذكركم ) * وكما قال : * ( إن تنصروا الله ينصركم ) * .
وسألت شيخ الإسلام زكريا رحمه الله عن الفرق بين الحياء الشرعي والحياء الطبيعي فقال : الفرق بينهما هو أن الحياء الشرعي يكون فيما أمر به الشارع أو نهى عنه فيستحيي من الله أن يترك مأمورا أو يقع في منهي ، والحياء الطبيعي يكون فيما سكت عنه الشارع من الأمور العادية ، كأن يستحيي أن يخرج بعمامة لا تليق به أو يخرج إلى السوق بغير رداء على كتفه ونحو ذلك . ومن الفرق أيضا أن يكون تقبيحه للأمور تبعا للشارع لا بحكم الطبع كما يقع فيه غالب الناس فيقع في الغيبة والنميمة ، ولا يستقبح ذلك ، ويستقبح أكل الشئ المخدر أو شرب القهوة أو الجلوس على دكان حشاش ، مع أن ذلك أخف من إثم الغيبة والنميمة بيقين ، ولو أنه مشى على الحياء الشرعي لاستقبح ما قبحه الشارع أكثر مما قبحه الطبع . فاعلم ذلك واعمل عليه والله يتولى هداك .
روى الشيخان وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة مرفوعا :
" " الحياء من الإيمان " " .
وفي رواية للشيخين مرفوعا : " " الحياء لا يأتي إلا بخير " " .
وفي رواية لمسلم : " " الحياء خير كله " " .
وروى الشيخان وغيرهما مرفوعا : " " الحياء شعبة من الإيمان ، والإيمان في الجنة " " .
وفي رواية للترمذي : " " الحياء والعي شعبتان من الإيمان " " والعي قلة الكلام .
وروى الطبراني وأبو الشيخ : " " أنهم قالوا يا رسول الله الحياء من الدين ؟
فقال صلى الله عليه وسلم بل هو الدين كله " " .

نام کتاب : العهود المحمدية نویسنده : عبد الوهاب الشعراني    جلد : 1  صفحه : 459
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست