responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العهود المحمدية نویسنده : عبد الوهاب الشعراني    جلد : 1  صفحه : 385


فلما جربت ذلك في هلاك خصمي صرت أقابله ببعض الأذى صورة باللسان من غير قلب رحمة به وخوفا عليه من سطوات الحق حين ينتصر تعالى لي ، وفي القرآن العظيم :
* ( إن تنصروا الله ينصركم ) * .
وقد جرب أن من غضب لله غضب الله لغضبه ، ومن غضب حمية جاهلية لم يغضب الحق لغضبه لأنه لم يغضب لله خالصا .
وسمعت سيدي عليا الخواص رحمه الله يقول : من قوى قلب أخيه على الصبر على من آذاه فقد نصره أيضا ، وهو لائق بأهل الرياضات من الفقراء لا بكل الناس ، فإن من يطلب أجره من الله ويعفو ويصفح قليل في الناس اليوم ، وغالب الناس اليوم ليس قصدهم إلا أمور الدنيا وما رخص الله تعالى للخلق في مقابلتهم من أساء عليهم إلا تنفيسا لهم ، أما من أقدره الله على كظم غيظه فترك المقابلة له أفضل بلا خلاف ، مع أن رخصة المقابلة مشروطة بقدر ما يسكن به الغضب خوفا من إثارة فتنة أعظم من فتنة عدم المقابلة ، فإن بعض الناس ربما يمنع من أن يقابل عدوه بالسيئة فيزداد حنقا ويقع منه الأذى لخصمه أضعاف ما آذاه به ، ولما تأمل أهل الله تعالى في تسمية سيئة المجازاة سيئة تركوا المقابلة وقالوا : إذا قابلنا المسئ بقدر إساءته فماذا الذي تركناه من السوء ؟ فنحن إذا من أهل السوء ، وأيضا فإن الله تعالى إنما شرط في سيئة المجازاة المثلية تعريضا لعدم المؤاخذة ، فإن المثلية لا تكاد توجد لتعذر مساواتها للسيئة الأصلية في التأثير والأذى وفي موافقة الألفاظ أو الأفعال أو الحاضرين ذلك المجلس وغير ذلك ، فلذلك سارعوا إلى الصفح .
* ( والله غفور رحيم ) * .
روى أبو داود مرفوعا : " " ما من مسلم يخذل مسلم في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله تعالى في موطن يحب فيه نصرته ، وما من مسلم ينصر مسلما في موضع ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته " " .
وروى أبو الشيخ ابن حبان مرفوعا : " " أمر بعبد من عباد الله أن يضرب في قبره مائة جلدة فلم يزل يسأل ويدعو حتى صارت جلدة واحدة فامتلأ قبره عليه نارا .

نام کتاب : العهود المحمدية نویسنده : عبد الوهاب الشعراني    جلد : 1  صفحه : 385
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست