responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العهود المحمدية نویسنده : عبد الوهاب الشعراني    جلد : 1  صفحه : 360


في لحيتنا إذا شبنا ولو قبل وقته من حيث أنه نذير لنا ، يخبرنا بقرب الموت وانتقالنا من هذه الدار إلى البرزخ الأخير . ولا يخلو حالنا من أن ننتقل إما إلى خير أو شر ، وكلاهما يذكرنا به الشيب فنأخذ في الأهبة للانتقال والتزود وننتصل من ذنوبنا وتبعاتنا ، وقد ألغز في نظير ذلك في النعش الشاطبي في أبيات فقال :
أتعرف شيئا في السماء نظيره * إذا سار صاح الناس حيث يسير فتلقاه مركوبا وتلقاه راكبا * وكل أمير يعتريه أسير يحض على التقوى ويكره قربه * وتنفر منه النفس وهو نذير ولم يسترد عن رغبة في زيارة * ولكن على رغم المزور يزور وأنشد الإمام الشافعي محمد بن إدريس رضي الله عنه لما طلع الشيب في رأسه لحيته :
خبت نار نفسي باشتعال مفارقي * وأظلم ليلي إذ أضاء شهابها أيا بومة قد عشعشت فوق هامتي * على رغم نفسي حين طار غرابها رأيت خراب العمر مني فزرتني * ومأواك من كل الديار خرابها أأنعم عيشا بعد ما حل عارضي * طلائع شيب ليس يغني خضابها ولذة عمر المرء قبل مشيبه * وقد فنيت نفس تولى شبابها إذا اصفر لون المرء وابيض شعره * تنغص من أيامه مستطابها فدع عنك سوآت الأمور فإنها * حرام على نفس التقي ارتكابها وأد زكاة الجاه واعلم بأنها * كمثل زكاة المال تم نصابها وأحسن إلى الأحرار تملك رقابهم * فخير تجارات الكريم اكتسابها ولا تمشين في منكب الأرض فاخرا * فعما قليل يحتويك ترابها ومن يذق الدنيا فإني طعمتها * وسيق إلينا عذبها وعذابها فلم أرها إلا غرورا وباطلا * كما لاح في ظهر الفلاة سرابها وما هي إلا جيفة مستحيلة * عليها كلاب همهن اجتذابها فإن تجتنبها عشت سلما من أهلها * وإن تجتذبها نازعتك كلابها فطوبى لنفس أوطنت قعر دارها * مغلقة الأبواب مرخى حجابها

نام کتاب : العهود المحمدية نویسنده : عبد الوهاب الشعراني    جلد : 1  صفحه : 360
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست