الوضوء في الصيف امتثالا لأمر الله لكنت تسبغين ذلك في الشتاء من باب أولى ، لأنه وعدك بالأجر عليه أكثر ، وهذا الأمر يجري مع العبد في أكثر المأمورات الشرعية فيفعلها العبد بحكم العادة مع غفلته عن امتثال الأمر وعن شهود الشارع ، فيفوته معظم الغرض الذي شرعت تلك الطاعة له وهو الفوز بمجالسة الشارع في امتثال أوامره واجتناب نواهيه ، فيحتاج من يريد العمل بهذا العهد إلى شيخ ناصح يرشده إلى تخليص العمل لله من حظ النفس . * ( والله عليم حكيم ) * . في بعض طرق حديث جبريل في سؤاله عن الإيمان والإسلام في غير طرق الصحيحين : " " وأن تغتسل من الجنابة وتتم الوضوء " " . الحديث . ورواه ابن خزيمة في صحيحه بهذا السياق . وروى الشيخان مرفوعا : إن أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين من آثار الوضوء ، فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل . قال الحافظ عبد العظيم المنذري : وقد قيل إن قوله " " فمن استطاع " " الخ ليس من كلام النبوة وإنما هو مدرج من كلام أبي هريرة موقوف عليه ذكره غير واحد من الحفاظ . وروى ابن خزيمة في صحيحه مرفوعا : " " إن الحلية تبلغ من المؤمن مواضع الطهور " " . وفي رواية " " تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء " " . والحلية : هو ما يتحلى به أهل الجنة من الأساور ونحوها ، وكان أبو هريرة رضي الله عنه إذا توضأ مد يده حتى تبلغ إبطه . وروى ابن ماجة وابن حبان في صحيحه أنهم قالوا : يا رسول الله : كيف تعرف أمتك ممن لم يرك ؟ قال : " " إنهم يأتون يوم القيامة غرا محجلين بلقا من آثار الوضوء " " .