responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العهود المحمدية نویسنده : عبد الوهاب الشعراني    جلد : 1  صفحه : 15


حصول ثواب ولا غيره في الآخرة ، لأنهم في الدارين عبيد والعبد لا يملك شيئا مع سيده في الدنيا والآخرة إنما يأكل ويلبس ويتمتع بمال سيده وسداه ولحمته من نعمته ، ولو أن الحق تعالى أعطاه شيئا لوجب عليه التبري به إلى ربه ، ولا يجوز له أن يشهد ملكه له طرفة عين ، فلهذا المشهد خرجوا في جميع عباداتهم عن العلل النفسية فرضوا عن ربهم رضا مطلقا ورضي عنهم رضا مطلقا :
* ( ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ) * واعلم يا أخي أن من تحقق بالعمل بهذا العهد صار من رؤوس أهل السنة والجماعة في عصره ، ومن لم يلقبه بذلك فقد ظلمه ، ولا أعلم الآن أحدا في مصر تحقق بالعمل بهذا العهد وتقيد في أقواله وأفعاله وعقائده بالكتاب والسنة إلا بعض أفراد من العلماء ، كالشيخ عبد الرحمن التاجوري المغربي وأضرابه رضي الله عنهم أجمعين .
قلت : وقد من الله تعالى علي بالعمل به في بعض أقوالي وأفعالي ، فكذب والله وافترى من نسبني إلى البدعة المخالفة لجمهور أهل السنة والجماعة ، فإن هذا ما هو نفس مبتدع ، اللهم إلا أن يريد الابتداع في شئ من المباحات في الشريعة بحكم العمومات فهذا لا يحرج عليه في ذلك ، لأن هذا الأمر قل من سلم منه من العلماء فضلا عن غيرهم كما هو مشاهد ، فاعلم ذلك واحم سمعك وبصرك في حق العلماء ، ولا تصغ إلى قول حاسد لهم قط إلا إن اجتمعت بأحدهم وفاوضته في الكلام في تلك البدعة ، فإذا رأيته متخلقا بها وعرفته بأنها بدعة وصمم على العمل بها فهناك حذر الناس منه شفقة عليه وعلى المسلمين ، حتى لا يقع أحد منهم في إثم لا المبتدع ولا من تبعه ، وإياك أن تحذر من اتباع أحد من العلماء بقول أحد من حسادهم من غير اجتماع به فربما يكون بريئا مما نسب إليه ، فيكون عليك إثم قاطع الطريق على المريدين لاتباع الشريعة ، فإنك حينئذ تحذر من اتباع السنة المحمدية ، وهذا واقع كثيرا في الأقران في هذا الزمان ، فترى كل واحد يحذر الناس عن الآخر وكل منهما يزعم أنه من أهل الطريق السنة والجماعة ، فيختل الأمر إلى عدم الاقتداء بواحد منهما ، فالله يحمينا وأصحابنا من مثل ذلك بمنه وكرمه آمين .
وكان سيدي أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه يقول : لا تكمل عبادة فقير حتى يصير يشاهد الشرع في كل عبادة عملها ، يعني يعملها بحضرته على الكشف والمشاهدة ، لا على الإيمان والحجاب ، ثم قال : فإن قال قائل ما دليلك على ذلك ؟ قلنا له قد رأيت النبي

نام کتاب : العهود المحمدية نویسنده : عبد الوهاب الشعراني    جلد : 1  صفحه : 15
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست