responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العهود المحمدية نویسنده : عبد الوهاب الشعراني    جلد : 1  صفحه : 93


وروى ابن ماجة مرفوعا : " " إن الله تعالى أعطاني خصالا ثلاثة : أعطاني صلاة في الصفوف ، وأعطاني التحية ، إنها لتحية أهل الجنة ، وأعطاني التأمين ، ولم يعطه أحدا من النبيين قبلي ، إلا أن الله تعالى أعطى هارون يدعو موسى ويؤمن هارون " " .
وروى الحاكم مرفوعا : " " لا يجتمع ملأ فيدعو بعضهم ، ويؤمن بعضهم إلا أجابهم الله تعالى " " . والله تعالى أعلم .
( أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم ) أن نستعد للصلاة قبل فعلها بما يعيننا على الخشوع فيها ، وذلك بالجوع وترك اللغو وكثرة الذكر وتلاوة القرآن والمراقبة لله تعالى ، فإن كف الجوارح عن المفضول إنما يسهل على العبد بذلك ، فمن شبع ولغا وغفل عن الله تعالى شردت جوارحه عن إمكانها وعسر على العبد كفها .
فاعمل يا أخي على تحصيل الحضور مع الله تعالى في العبادات كلها فإنه روحها ، إذ كل عبادة لا حضور فيها فهي إلى المؤاخذة أقرب ، ولا تطلب حصول خشوع من غير مقدمات سلوك أو جذب ، فإن ذلك لا يكون لك أبدا .
واعلم أن وضع اليمين على اليسار تحت الصدر من سنن الصلاة ، لكن إن شغل مراعاة ذلك القلب عن كمال الحضور مع الله تعالى ، فينبغي إرخاؤهما بجنبه كما هو مذهب الإمام مالك في نافلة الليل ، فمن لم يشغله مراعاة ذلك عن كمال الحضور مع الله تعالى بالنسبة لمقامه هو فمن الأدب وضع يديه تحت صدره ، ومن شغله مراعاة ذلك عن كمال الحضور فمن الأدب إرخاء يديه بجنبيه فاعلم أن جعل اليدين تحت الصدر من أدب الأكابر وإرخاؤهما بالجنبين من أدب الصغائر ، وفي ذلك تنبيه على أن الأصاغر يعجزون عن مراعاة شيئين معا في وقت واحد ، بخلاف الأكابر فاعلم ذلك ، وكان أخي أفضل الدين يعيد كل صلاة ظن أنه حصل له فيها خشوع ويقول : كل عبادة شعرت النفس بكمالها فهي ناقصة ، فلا يسع العبد إلا أن يصلي ويستغفر الله عز وجل .
وسمعت سيدي عليا الخواص رحمه الله يقول : إنما كان الأكابر لا يحتاجون إلى تحصيل استعداد لكل صلاة كغيرهم لانفكاك قلوبهم عن التعلق بالأكوان ، فهم دائما حاضرون مع الله تعالى وراثة محمدية في حال مزحهم ولغوهم . فلكل مقام رجال . والله تعالى أعلم .

نام کتاب : العهود المحمدية نویسنده : عبد الوهاب الشعراني    جلد : 1  صفحه : 93
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست