responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العهود المحمدية نویسنده : عبد الوهاب الشعراني    جلد : 1  صفحه : 728


( أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم ) أن لا نستبطئ الإجابة من الله تعالى ، ولا نقول دعونا فلم يستجب لنا لأن في ذلك سوء ظن بربنا .
وقد بلغنا أن داود عليه السلام استبطأ إجابة دعائه على من ظلمه فأوحى الله تعالى إليه :
يا داود إنما أبطئ إجابة دعائك لأعاملك بنظير ذلك إذا ظلمت أحدا ودعا عليك .
مع أن قول العبد دعوت الحق فلم يستجب لي قوله قلة حياء وقلة أدب وكذب من حيث لا يشعر ، فإن الإجابة في الحقيقة من الله هي قوله تعالى للعبد لبيك إذا قال يا الله وهذا لا بد منه لكل داع ، فليس المراد بالإجابة قضاء الحاجة فوق ما يتوهم ، ثم إن العبد يقول يا رب إفعل لي كذا فيقول الله تعالى له نعم لكن في الوقت الذي هو أولى لك ، إما في وقت آخر في الدنيا أو في الآخرة ، فالدعاء مجاب بقوله لبيك على الدوام ، وكذلك قضاء الحاجة مجاب على الدوام ، وما ورد أحد الحضرة الإلهية ورجع بلا قضاء حاجة قط لأنها حضرة أكرم الأكرمين .
ويحتاج من يريد العمل بهذا العهد إلى السلوك على يد شيخ يعلمه آداب الدعاء والتفويض لله تعالى فيه ، كأن يقول اللهم أعطني كذا وادفع عني كذا إن كان لي في ذلك خيرة ومصلحة وسبق ذلك في علمك ، وكلامنا في غير المضطر أما المضطر فيجاب لوقته ، ثم إن العبد الذي لم يضطر إذا فوض إلى الله تعالى كذلك فعل معه خير الأمرين ، فإن أعطاه كان خيرا وإن منعه كان خيرا :
والله عليم حكيم .
روى الشيخان وغيرهما مرفوعا : " " يستجاب لأحدكم ما لم يعجل ، يقول دعوت فلم يستجب لي " " .
وفي رواية لمسلم والترمذي : " " لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ، ما لم يستعجل قيل يا رسول الله ما الاستعجال ؟ قال : يقول قد دعوت ودعوت فلم يستجب لي فيستحسر عند ذلك ويترك الدعاء " " .
ومعنى يستحسر أي يمل ويعيا فيترك الدعاء .

نام کتاب : العهود المحمدية نویسنده : عبد الوهاب الشعراني    جلد : 1  صفحه : 728
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست