، فإذا حضرت العصر فمثل ذلك ، فإذا حضرت المغرب فمثل ذلك ، فإذا حضرت العتمة فمثل ذلك ، فينامون ، فمدلج في خير ومدلج في شر " " . وروى الطبراني مرفوعا : " " المسلم يصلي وخطاياه مرفوعة على رأسه كلما سجد تحاتت ، فيفرغ من صلاته وقد تحاتت عنه خطاياه " " . قلت المراد بهذه الخطايا غير خطايا الوضوء التي كفرت بالوضوء نظير ما ورد في سائر المأمورات الشرعية ، فإن كل مأمور يكفر منها خاصا به وفي ذلك رفع التعارض بين الأحاديث الواردة في ذلك ، والله أعلم . وروى الطبراني بإسناد لا بأس به مرفوعا : " " أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة ينظر في صلاته فإن صلحت صلح سائر عمله ، وإن فسدت فسد سائر عمله وفي رواية أخرى له " فإن صلحت فقد أفلح ، وإن فسدت فقد خاب وخسر " . قلت : إنما كانت سائر الأعمال تصلح إذا صلحت الصلاة لأنها إذا صلحت وقع الرضا من الله على صاحبها ، فانسحب الرضا على سائر أعماله ، وإذا فسدت وقع السخط من الله على فاعلها فانسحب ذلك على سائر أعماله . وروى الطبراني أيضا مرفوعا : " " لا إيمان لمن لا أمانة له ولا صلاة لمن لا طهر له ولا دين لمن لا صلاة له إنما موضع الصلاة من الدين كموضع الرأس من الجسد " " والأحاديث في ذلك كثيرة والله سبحانه وتعالى أعلم . ( أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم ) أن نكون منشرحين لتقديم ما جعله الشارع أفضل على ما جعله مفضولا ، وذلك لأن معظم الفضل والثواب في الاتباع فلا تقدم على صلاة التطوع شيئا إلا إن صرح الشارع بتقديمه عليها ومثل هذا العهد يخل به كثير من الناس ، بل رأيت من هو جالس في جامع كثير الجماعة ، وقد قامت الجماعة العظمى لصلاة العصر وهو جالس يطالع في علم المنطق ، وهذا من شدة عمى القلب ، فإن الشارع جعل لكل عبادة وقتا تفعل فيه مقدمة على غيرها وإن كان هناك أفضل منها ، فليس لنا أن