responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العهود المحمدية نویسنده : عبد الوهاب الشعراني    جلد : 1  صفحه : 567


وروى الإمام أحمد وابن حبان في صحيحه والبيهقي مرفوعا :
" " قال الله عز وجل : أنا عند ظن عبدي بي ، فإن ظن بي خيرا فله ، وإن ظن شرا فله " " .
وروى البيهقي عن رجل من ولد عبادة بن صامت لم يسمه عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" " أمر الله عز وجل برجل إلى النار ، فلما وقف على شفتها ، التفت فقال :
أما والله يا رب إن كان ظني بك لحسنا ، فقال الله عز وجل : أنا عند ظن عبدي بي " " .
يعني فأدخله الله الجنة كما في رواية . والله تعالى أعلم .
( أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم ) أن نميل إلى الضعف ونبادر عند نزول البلاء علينا إلى سؤال العفو والعافية ، ولا نتجلد إلا بما نعلم من أنفسنا بالقرائن من القدرة على الصبر عليه ، وهذا العهد يخل به كثير من الناس ممن يدعي الصلاح من غير سلوك على يد شيخ ، فيظهر القوة لتحمل ما فوق طاقته ، فربما تخلفت عنه العناية فيصير يقع في ألفاظ ربما يكفر بها .
وقد كان سفيان الثوري رضي الله عنه يقول : نحن لا نخاف البلاء وإنما نخاف مما يبدو منا حال البلاء من السخط والضجر ثم يقول : والله ما أدري ماذا يقع مني لو ابتليت ؟
فلعلي أكفر ولا أشعر .
وسمعت أخي أفضل الدين رحمه الله يقول : ليبحث العبد عن حكمة نزول المرض به هل هو رفع درجات أو عقوبات أو مكفرات ؟ فإنه لا يكاد يخرج عن هذه الثلاث ، ولكل منها علامة ، فعلامة كونه رفع درجات أن يقع مع انشراح وانفساح الصدر والرضا وعلامة العقوبة أن يقع مع الألم والسخط والاشمئزاز ، وعلامة المكفرات أن يقع مع الصبر وعدم السخط ، وأصل ذلك أن الله تعالى يجلس العبد في المقام المفضول حتى يتحقق به ثم بعد ذلك ينقله إلى المقام الأفضل ، فلذلك كان العبد يحبس في مقام الصبر مع عدم الانشراح للصدر ليحصل له الأجر الذي وعد الله به الصابرين ، ثم ينقله إلى مقام الرضا ليحصل له الأجر الذي وعد الله به الراضين ، فلا بد لكل كامل من حصول الأمرين ،

نام کتاب : العهود المحمدية نویسنده : عبد الوهاب الشعراني    جلد : 1  صفحه : 567
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست