responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العهود المحمدية نویسنده : عبد الوهاب الشعراني    جلد : 1  صفحه : 522


زاد أحمد في رواية : أن أبا الدرداء قال : " " يا رسول الله ، أمن الحسنات لا إله إلا الله ؟ قال : هي أفضل الحسنات " " .
والأحاديث والآثار في أمر التوبة كثيرة مشهورة . والله تعالى أعلم .
( أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم ) أن نفرغ أنفسنا للعبادة والإقبال على الله تعالى ، لا سيما إذا بلغنا الأربعين سنة .
ويحتاج من يريد العمل بهذا العهد إلى شيخ ناصح يسلك به حتى يقطع علائقه الدنيوية كلها أو يقلبها بالنية الصالحة إلى مرضاة الله تعالى مع بقائه إذ ما من شئ في الوجود إلا وله وجهان : وجه مقرب إلى الله تعالى ووجه مبعد عنه ، فيأخذ العبد الوجه المبعد فيقلبه فيصير مقربا .
فامتحن يا أخي بهذا الميزان جميع الأعمال ما عدا المعاصي ، ومن قال : إن المعاصي قد تقرب العبد لما يقع فيها من الذل والانكسار فمراده أثرها لا عينها .
وتأمل قول الشيخ تاج الدين بن عطا الله : معصية أورثت ذلا وانكسارا خير من طاعة أورثت عزا واستكبار ، فجعل الخيرية في أثر المعصية لا في عين المعصية ، فلا يصح إجماعا أن يفهم أحد عن القوم أنهم يقولون إن المعصية تقرب إلى الله تعالى أبدا ، فإن الحس يكذب هذا القائل ، فلو أراد العاصي أن يحصل له بالله وصلة بوقوعه في المعصية لا يصح ذلك له أبدا ، بل يجد حبل الوصلة بشهوده تعالى أو شهود حضرته انقطع .
وقد جاء شخص إلى الجنيد رضي الله عنه فقال : يا سيدي أنا صرت آتي المعاصي وأنا مشاهد لله عز وجل من كونه خالقا لتلك المعصية ، فقال له الجنيد : هذا تلبيس من الشيطان ولو حققت النظر لوجدت نفسك حال المعصية لا يصح لها مشاهدة الحق تعالى مطلقا ، ثم لو قدر أنك شاهدته تعالى لشهدته ساخطا عليك غير راض عنك وهو كلام نفيس .
فاسلك يا أخي على يد شيخ يقطع علائقك أو يقلبها إلى خير كما قررنا إن أردت العمل بهذا العهد وإلا فمن لازمك كثرة العوائق عن ربك حتى تموت ، وقد عجز الأكابر فضلا عن مثلك أن يعرفوا طريق قطع علائقهم بأنفسهم من غير شيخ فلم يقدروا ، فلا يزال الشيخ يأمرك بإزالة العوائق واحدا بعد واحد حتى لا يبقى إلا واحد فيقول لك أزله وها أنت وحضرة ربك .

نام کتاب : العهود المحمدية نویسنده : عبد الوهاب الشعراني    جلد : 1  صفحه : 522
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست