responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العهود المحمدية نویسنده : عبد الوهاب الشعراني    جلد : 1  صفحه : 454


وروى الطبراني والأصفهاني مرفوعا : " " إن الله تبارك وتعالى بعث جبريل إلى إبراهيم عليهما السلام فقال : يا إبراهيم إني لم أتخذك خليلا على أنك أعبد عبادي لي ولكن اطلعت على قلوب المؤمنين فلم أجد قلبا أسخى من قلبك " " .
وروى ابن أبي الدنيا والأصبهاني وأبو الشيخ مرفوعا :
" " تجافوا عن ذنب السخي فإن الله تعالى آخذ بيده كلما عثر " " . والله تعالى أعلم .
( أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم ) أن نقضي حوائج المسلمين وندخل عليهم السرور ، ولا نقبل على ذلك هدية منهم على قاعدة أن فعل الطاعات بالأصالة إنما هو للثواب الأخروي ، وما فاز بذلك إلا العارفون الذين يفعلون الأوامر الشرعية ، امتثالا لأمر الله دون الأجر الأخروي ، وأما غيرهم فهو بارك في وحلة الثواب لا ينفك ، وقد جربنا أن كل من قبل عوضا على شفاعة شفعها عند حاكم فهو خارج عن الطريق ، ثم تنقطع الوصلة بينه وبين الحق فيرد الحاكم شفاعته ولا يصير له عندهم حرمة ، كما لا حرمة لأحد من أهل الدنيا عندهم بخلاف من هو قائم لله تعالى .
وسمعت أخي أفضل الدين رحمه الله يقول : إذا جاء المشفوع له بهدية للشافع فليردها عليه ، فإن لم يقبلها وقال خرجت عنها للفقراء فليأخذها الشافع ويفرقها على الفقراء والمساكين لا سيما إن كان ظالما أو من أعوان الظلمة ، وهذا الورع قد صار اليوم قليلا في الفقراء فصار حكمهم حكم البزددار عند الظلمة يعمل لهم المصالح التي هي مفاسد .
فاقض يا أخي حوائج المسلمين لله تعالى وإن طلبت على ذلك أجرا فاطلبه من الله على سبيل إظهار الفاقة وإنه لا غنى لك عن فضله ، وإياك وقبول الهدية على ذلك لا سيما من النساء والفقراء من الدنيا .
وقد رأيت مرة شخصا من مشايخ العصر يشفع عند الحكام بجعالة مثل الرسل عند الظلمة فدخلت امرأة عجوز حبس الوالي ولدها ، فقالت : يا سيدي الشيخ اشفع لي في ولدي ، فقال لها : ما معك للفقراء ؟ فقالت : سبعة أنصاف وعثماني بعت بها غزلي اليوم ، فقال : هذه ما تكفى ، فلا زال يشدد عليها حتى جاءته بربعة غزل أخرى فأخذها فأعطاها للنقيب وأخذ الفلوس لنفسه ، هذا أمر شهدته منه مع أنه بنى له مقصورة وجعل له سترا وتابوتا فكل ذلك لعدم الفطام على يد شيخ ناصح .

نام کتاب : العهود المحمدية نویسنده : عبد الوهاب الشعراني    جلد : 1  صفحه : 454
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست