responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العهود المحمدية نویسنده : عبد الوهاب الشعراني    جلد : 1  صفحه : 379


مالك ابن أنس كرهه ، وكذلك قال مالك ، الشافعي استحب تركه واحتج بحديث رواه مسلم وأبو داود والترمذي وهو حديث ابن عباس قال :
كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتى الخلاء ثم إنه رجع فأتى بالطعام ، فقيل له ألا تتوضأ ؟ فقال : لم أصل فأتوضأ .
وفي رواية لأبي والترمذي فقال :
إنما أمرت بالوضوء إذا قمت إلى الصلاة .
وبوب عليه الحافظ عبد العظيم باب الترغيب في غسل اليدين قبل الطعام إن صح الخبر .
وروى ابن ماجة والبيهقي مرفوعا : " " من أحب أن يكثر الله تعالى خير بيته فليتوضأ إذا حضر غذاؤه وإذا رفع " " .
قال الحافظ عبد العظيم : والمراد هنا بالوضوء غسل اليدين . والله تعالى أعلم .
( أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم ) أن نرغب من ولي من إخواننا ولاية في العدل في رعيته ومعاملتهم بالرفق والشفقة والإذن في الدخول عليه في كل وقت إلا في وقت ضرورة شرعية ، لأن من لم يكن مع رعيته كذلك عزلته المرتبة ونفرت منه ، وما ولى الله تعالى عبدا على عباده إلا أن يكون لهم كالأب الشفيق والأم الحنونة .
ويحتاج من يريد العمل بهذا العهد إلى سلوك على يد شيخ ورياضة نفس حتى يصير يستلذ بمخالفة رعيته لأوامره العرفية ليحلم عليهم ، لأن الخلق في حجر الولاة كالغنم والمعز في يد راعيهم ، وربما انتشروا منه في أرض ذات شوك وهو حاف فهذا حكم الخلق ، ولولا أنهم بهائم لما احتاجوا إلى من يرعاهم .
وفي الأثر الوارد أن موسى عليه السلام ما كلمه ربه إلا بعد صبره على رعاية الغنم وما من نبي إلا وقد رعى الغنم .
والسر في ذلك الإدمان بصبره على الغنم قبل صبره على قومه ، وبلغنا أنه بالغ في الشفقة حتى أنه أورد الغنم مرة على الماء فكان فيهم نعجة عرجاء فلم تستطع أن تشرب من الجرف ، فنزل الماء وجعلها على ظهره حتى شربت فرعية كل راع من سلطان أو أمير أو شيخ في الطريق هم ربحه وخسرانه ، فيهم يربح وبهم يخسر .

نام کتاب : العهود المحمدية نویسنده : عبد الوهاب الشعراني    جلد : 1  صفحه : 379
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست