فمن يرد أن يرضي ربه يسخط نفسه ، ومن لا يسخط نفسه لا يرضى ربه . إن كان كلما ثقل على الرجل شئ من دينه تركه ، أوشك أن لا يبقى معه شئ . 136 - حدثنا أحمد قال : حدثنا جعفر بن أحمد الدهقان الكوفي قال : حدثنا علي بن عبد المجيد قال : حدثنا جعفر بن صبيح عن عيسى المرادي قال : قال عيسى بن مريم عليه السلام : إن كنتم أصحابي وإخواني فوطنوا أنفسكم على العداوة والبغضاء من الناس ، فإنكم إن لم تفعلوا فلستم من إخواني ، إنما أعلمكم لتعلموا ، ولا أعلمكم لتعجبوا ، إنكم لا تبلغون ما تأملون إلا بصبركم على ما تكرهون ، ولا تنالون ما تريدون إلا بترككم ما تشتهون ، إياكم والنظرة فإنها تزرع في القلب شهوة ، وكفى بها لصاحبها فتنة ، طوبى لمن كان بصره في قلبه ، ولم يكن قلبه في بصر عينه ، ما أبعد ما فات ، وما أدنى ما هو آت ، ويل لصاحب الدنيا كيف يموت ويتركها ، ويبقى بها وتغره ، ويأمنها وتمكر به . ويل للمغترين قد أتاهم ما يكرهون ، وجاءهم ما يوعدون ، وفارقوا ما يحبون ، في طول الليل والنهار ، وويل لمن كانت الدنيا همه ، والخطايا عمله ، كيف يفتضح غدا لديه ، لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فتقسوا قلوبكم ، وإن كانت لينة ، فإن القلب القاسي بعيد من الله تعالى ، ولكن لا تعلمون ، لا تنظروا في ذنوب الناس كهيئة الأرباب ، وانظروا في ذنوبكم كهيئة العبيد ، إنما الناس رجلان : معافى ومبتلى ، فاحمدوا الله العافية ، وارحموا أهل البلاء ، مثل ما نزل الماء على الجبل لا يلين له ، ومنذ متى تدرسون الحكمة ، ولا تلين لها قلوبكم ، بقدر ما تواضعون كذلك ترحمون ، وبقدر ما تحرثون كذلك تحصدون . علماء السوء مثلهم كمثل شجرة الدفلا ، تعجب من ينظر إليها ، وتقتل من يأكلها . كلامكم شفاء يبرئ