نام کتاب : الرحلة في طلب الحديث نویسنده : الخطيب البغدادي جلد : 1 صفحه : 51
الجوزي من الحنابلة ، وسبطه من الحنفية ، وكذلك رد الإمام حافظ المغرب أبو عمر بن عبد البر المالكي على من تكلم في أبي حنيفة ، واشتد بعض الذين ردوا على الخطيب في الإنكار حتى نال من عفته ودينه [1] . وهذا كله يدلك على أن الاقرار بإمامة أبي حنيفة ، والثناء عليه في الفقه والحفظ للحديث موضع اتفاق السلف والخلف وأنه قد تواتر النقل عنهم في ذلك ، وها هو الامام مالك لما قال له الليث بن سعد : " أراك تعرق " فأجابه قائلا : عرقت مع أبي حنيفة إنه لفقيه يامصري [2] " والاعتراف له بأنه فقيه اعتراف له بكل خير ، وقد تواتر عن الشافعي قوله : " الناس كلهم عيال في الفقه على أبي حنيفة " . وكان الامام رضي الله عنه لشدة احتياطه لا يجيز لأحد أن يحدث بالمعنى ، بل لا بد أن يروي الحديث باللفظ ، وكان لا يحدث الا بما حفظ من اللفظ . وقد أثنى عليه المحدثون وأخذوا بفقهه ، قال إمام هذا الشأن يحيى بن معين : " ثقة لا يحدث إلا بما يحفظه ولا يحدث بما لا يحفظه " . وقال ابن معين أيضا : " كان أبو حنيفة ثقة في الحديث " . وقال إمام أهل زمانه [3] في الحديث يحيى بن سعيد القطان : " لا نكذب الله ما سمعنا أحسن من رأى أبي حنيفة وقد أخذنا بأكثر أقواله " وقد
[1] وقد صدر حديثا كتاب قيم يجلو مناقب هذا الامام عنوانه " أبو حنيفة النعمان إمام الأئمة الفقهاء " لفضيلة الأستاذ الشيخ وهبي سليمان غاوجي الألباني . فليرجع إليه سيما الفصل الثاني ص 69 - 119 . [2] تأنيب الخطيب ص 7 نقلا عن المدارك للقاضي عياض . [3] تهذيب التهذيب ج 10 : ص 450 .
نام کتاب : الرحلة في طلب الحديث نویسنده : الخطيب البغدادي جلد : 1 صفحه : 51