نام کتاب : الرحلة في طلب الحديث نویسنده : الخطيب البغدادي جلد : 1 صفحه : 49
والحديث مشكل لأنه يجعل لله يدا ، وذلك تجسيم وتشبيه ، معارض للأدلة القاطعة بتنزيه الله عن ذلك ، وقد أزال الترمذي الإشكال وحقق المسألة فتعرض لمسألة المتشابهات وأبان الحق فيها ، فقال : ( وقد قال غير واحد من أهل العلم في هذا الحديث وما يشبه هذا من الروايات من الصفات ونزول الرب تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا ، قالوا : قد ثبتت الروايات في هذا ، ويؤمن بها ، ولا يتوهم ولا يقال كيف ، هكذا روي عن مالك وسفيان بن عيينة وعبد الله بن المبارك أنهم قالوا في هذه الأحاديث : أمروها بلا كيف ، وهكذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة . وأما الجهمية فأنكرت هذه الروايات ، وقالوا : هذا التشبيه . وقد ذكر الله عز وجل في غير موضع من كتابه اليد والسمع والبصر فتأولت الجهمية هذه الآيات ، ففسروها على غير ما فسر أهل العلم ، وقالوا : إن الله لم يخلق آدم بيده ، وقالوا : إن معنى اليد ههنا القوة . وقال إسحاق بن إبراهيم : إنما يكون التشبيه إذا كان يد كيد ، أو مثل يد ، أو سمع كسمع ، أو مثل سمع ، فإذا قال : سمع كسمع أو مثل سمع فهذا التشبيه ، وأما إذا قال كما قال الله تعالى : يد وسمع وبصر ، ولا يقول كيف ولا يقول مثل سمع ولا كسمع ، فهذا لا يكون تشبيها ، وهو كما قال الله في كتابه : " ليس كمثله شئ وهو السميع البصير " ) انتهى [1] .
[1] جامع الترمذي كتاب الزكاة ( باب ما جاء في فضل الصدقة ) ج 3 ص 50 - 51 .
نام کتاب : الرحلة في طلب الحديث نویسنده : الخطيب البغدادي جلد : 1 صفحه : 49