responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الرحلة في طلب الحديث نویسنده : الخطيب البغدادي    جلد : 1  صفحه : 32


" الطابع الدنيوي الخالص للسيطرة الأموية :
يسمى هذا الطابع " الملك " وقد اعتبره الأتقياء موقفا سيئا ، وبما أن الأشخاص الأتقياء كانوا قد عزلوا عن الحياة العامة من قبل القادة فإنهم قد أعطوا كل ما عندهم للدراسة المتعمقة للشريعة الإسلامية ، وفتشوا عن سنة النبي في أي مكان يمكن أن توجد فيه ، وهذه بداية الرحلات في طلب الحديث " انتهي .
والواقع أن دلائل كثيرة جدا تثبت بطلان هذا الزعم ، نذكر منها :
1 - ما أشرنا إليه من رحلة الصحابة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، مثل ضمام ابن ثعلبة ، فان التحقيق في خبره يدل على أن الاسلام دخل قلبه قبل لقائه للنبي صلى الله عليه وسلم لكنه جاء ليسمع من النبي صلى الله عليه وسلم ما كان بلغه عنه .
2 - ما هو ثابت من رحلات التابعين في عصر صدر الخلافة الراشدة ، كما سبق [1] أن ذكرنا من " أن علقمة والأسود كانا يبلغهما الحديث عن عمر رضي الله عنه فلا يقنعها حتى يخرجا إلى عمر فيسمعانه منه " وهو أثر صحيح ظاهر الدلالة على أن الرحلة في طلب الحديث الواحد وجدت قبل عصر الأمويين بزمن بعيد ، فكيف بطلب مجموعات من الحديث ، وقد احتج بهذا الأثر الامام المحدث الحافظ الجليل أبو عمرو ابن الصلاح على سنية الرحلة وأهميتها في طلب الحديث [2] .



[1] في صفحة 21 وانظر آثارا أخرى تأتي في الرحلة برقم 20 و 21
[2] أذكر أنني التقيت في مطلع الربيع 1973 في المجمع العلمي في دمشق بالمستشرق الدكتور " يوسف وان إس " رئيس قسم اللغة العربية بجامعة نوبتجن بألمانيا ، وهو من كبار المستشرقين العصريين ، وله إشراف على عدد من رسائل الدكتوراه لطلاب عرب ! ! وأفادني بعض الأصدقاء أنه يعتبر الآن عميد المستشرقين . وقد قلت للدكتور يوسف وان إس : إنني أرى من اللازم أن لا يقلد المستشرقون الآن ما كتبه أسلافهم عن الإسلام وخصوصا " جولد تسيهر " الذي لحظنا له أثرا كبيرا بين المستشرقين وذلك لأن الدراسات العلمية تثبت وقوعه في أخطاء كثيرة واضحة . . . فتساءل عن ذلك ؟ قلت له : " أذكر على سبيل المثال بمناسبة هذا اللقاء أن جولد تسيهر أرخ الرحلة في طلب الحديث بوقت متأخر في عصر الأمويين لظروف سياسية . . . " مع أن ثمة دلائل صحيحة ثابتة تبرهن على خلاف ذلك وتثبت أن الرحلة في طلب الحديث كانت قبل ذلك بكثير " . وألقيت عليه هذا الاستدلال برحلة علقمة والأسود للسماع من عمر رضي الله عنه ، فحملق في الدكتور يوسف ، وقال : أهذا صحيح ؟ ! قلت : نعم ، وهو ثابت في كتاب علوم الحديث للإمام ابن الصلاح . فلم يجب . وأسجل بهذه المناسبة أمنيتي هذه تأكيدا لما ذكرت به الدكتور وان إس بضرورة تحرر المستشرقين من تقليد سابقيهم إذا أرادوا الحقيقة العلمية . فهل تتحقق هذه الأمنية ؟ ! ! .

نام کتاب : الرحلة في طلب الحديث نویسنده : الخطيب البغدادي    جلد : 1  صفحه : 32
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست