نام کتاب : الرحلة في طلب الحديث نویسنده : الخطيب البغدادي جلد : 1 صفحه : 16
" إنما هذه الأحاديث دين فانظروا عمن تأخذونها [1] " فبعد معرفة رواة الخبر يمكن تفحص أحوالهم ، ومعرفة صحة الخبر من سقمه ، متأثر بذلك علم ميزان الرجال : " الجرح والتعديل " الذي هو عمود أصول الحديث . ولقد كان علم السند هذا ابتكارا في قوانين الرواية وفق الله إليه المسلمين وخصهم به دون الأمم السابقة . يقول الإمام علي بن حزم [2] : " نقل الثقة عن الثقة مع الاتصال حتى يبلغ النبي صلى الله عليه وسلم خص الله به المسلمين دون سائر أهل الملل كلها ، وأبقاه عندهم غضا جديدا على قديم الدهور . . . " . ويقول الحافظ أبو علي الجياني : " خص الله تعالى هذه الأمة بثلاثة أشياء لم يعطها من قبلها : الإسناد ، والأنساب ، والإعراب " [3] . الرحلة في طلب الحديث ولما كان الحديث النبوي هو المصدر الثاني للاسلام ، وكان منه بهذه المثابة فقد أعطاه العلماء غابة اهتمامهم ، وبذلوا من أجل الحديث وأسانيده كل ما في وسعهم ، حتى رحلوا المسافات البعيدة ، على بعد الشقة وعظم
[1] اخرج ذلك ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل : 1 / 1 / 15 بأسانيده عن عدد من التابعين بلفظ : " كان يقال انما هذه الأحاديث . . . الخ " . وانظر تفصيل ذلك وبيان موقعه من منهج السلف العلمي في كتابنا " منهج النفد في علوم الحديث " ص 47 وما بعد . [2] في كتابه الفصل في الملل والأهواء والنحل : ج 2 ص 82 . [3] تقريب الراوي ص 359 .
نام کتاب : الرحلة في طلب الحديث نویسنده : الخطيب البغدادي جلد : 1 صفحه : 16