نام کتاب : الدرر نویسنده : ابن عبد البر جلد : 1 صفحه : 221
وأمر عليه السلام بكسر الصور التي داخل الكعبة وحولها وكسر الأصنام التي حول الكعبة وبمكة كلها وكانت الأصنام التي في الكعبة مشدودة بالرصاص وكان يشير إليها بقضيب في يده فكلما أشار إلى واحد منها خر لوجهه وكان يقول جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا وأذن له بلال على ظهر الكعبة وخطب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثاني يوم الفتح خطبة مشهورة عند أهل الأثر والعلم بالخبر فوضع مآثر الجاهلية حاشا سدانة البيت وسقاية الحاج وأخبر صلى الله عليه وسلم أن مكة لم يحل فيها القتال لأحد قبله ولا يحل لأحد بعده وإنما حل له القتال فيها ساعة من نهار ثم عادت كحرمتها بالأمس لا يسفك فيها دم ومن أحسن ما روى من خطبته مختصرا ما روراه يحيى بن سعيد الأموي وغيره عن محمد بن إسحاق عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه أمر نبي الله صلى الله عليه وسلم ربيعة بن أمية بن خلف فوقف تحت صدر راحلة النبي صلى الله عليه وسلم وكان رجلا صيتا فقال يا ربيعة قل يا أيها الناس إن نبي الله يقول لكم أتدرون أي بلد هذا وأي شهر هذا وأي يوم هذا فنادى بذلك فقال الناس نعم هذا البلد الحرام والشهر الحرام فقال إن الله حرم عليكم دماءكم وأموالكم كحرمة بلدكم هذا وكحرمة شهركم هذا وكحرمة يومكم هذا ثم قال اللهم اشهد أيها الناس إنما النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم ألا وإن الزمان قد استدار كهيئة يوم خلق الله السماوات والأرض و إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله منها أربعة حرم الثلاثة متوالية ورجب منفرد الذي بين جمادى وشعبان ألا هل بلغت فيقول الناس نعم قال اللهم اشهد
نام کتاب : الدرر نویسنده : ابن عبد البر جلد : 1 صفحه : 221