نام کتاب : الدرر نویسنده : ابن عبد البر جلد : 1 صفحه : 180
وكان قد أبي أن يدخل فيما دخل فيه بنو قريظة وقال لا أغدر بمحمد أبدا فقال له محمد بن مسلمة إذ عرفه اللهم لا تحرمني إقالة عثارت الكرام فخرج على وجهه حتى بات في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ثم ذهب فلم ير بعد ولم يعلم حيث سقط وذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم أمره فقال ذلك رجل نجاه الله بوفائه فلما أصبح بنو قريظة نزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فتواثب الأوس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا يا رسول الله قد علمت أنهم حلفاؤنا وقد شفعت عبد الله بن أبي بن سلول في بني قينقاع حلفاء الخزرج فلا يكن حظنا أوكس وأنقص عندك من حظ غيرنا فهم موالينا فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يا معشر الأوس ألا ترضون أن يحكم فيهم رجل منكم قالوا بلى قال فذلك إلى سعد بن معاذ وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ضرب له خيمة في المسجد ليعوده من قريب في مرضه من جرحه الذي أصابه في الخندق فلما حكمه رسول الله صلى الله عليه وسلم في بني قريظة أتاه قومه فاحتملوه على حمار وقد وطئوا له بوسادة من أدم وكان رجلا جسيما ثم أقبلوا معه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحاطوا به في طريقهم يقولون يا أبا عمرو أحسن في مواليك فإنما ولاك رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك لتحسن إليهم فقال لهم قد آن لسعد أن لا تأخذه في الله لومة لائم فرجع بعض من معه إلى ديار بني عبد الأشهل فنعى إليهم رجال بني قريظة فلما أطل سعد على النبي صلى الله عليه وسلم قال للأنصار قوموا إلى سيدكم فقام المسلمون فقالوا يا أبا عمرو إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ولاك أمر مواليك لتحكم فيهم فقال سعد عليكم بذلك عهد الله وميثاقه أن الحكم فيهم ما حكمت قالوا نعم قال وعلى من هنا من الناحية التي فيها
نام کتاب : الدرر نویسنده : ابن عبد البر جلد : 1 صفحه : 180