نام کتاب : الدرر نویسنده : ابن عبد البر جلد : 1 صفحه : 133
بهذا قالوا جاءنا به رجل من أنفسنا قد عرفنا وجهه ونسبه أنزل الله عليه كتابه فعرفنا كلام الله وصدقناه قال لهم النجاشي فبم يأمركم قالوا يأمرنا أن نعبد الله ولا نشرك به شيئا ويأمرنا أن نترك ما كان يعبد آباءنا ويأمرنا بالصلاة وبالوفاء وبأداء الأمانة وبالعفاف قال النجاشي فوالله إن خرج هذا إلا من المشكاة التي خرج منها أمر موسى عليه السلام فقال عمرو بن العاص حين سمع ذلك من النجاشي إن هؤلاء يزعمون أن ابن مريم إلهك الذي تعبد عبد فقال النجاشي لجعفر ومن معه من المهاجرين ماذا تقولون في عيسى بن مريم قالوا نقول هو عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وابن العذراء البتول فخفض النجاشي يده إلى الأرض فأخذ عودا وقال والله ما زاد على ذلك قدر هذا العود فقال عظماء الحبشة والله لئن سمعت الحبشة بهذا لتخلعنك فقال النجاشي والله لا أقول في ابن مريم غير هذا القول أبدا إن الله لم يطع في الناس حين رد إلي ملكي فأنا أطيع الناس في الله معاذ الله من ذلك ارجعوا إلى هذا هديته فوالله لو رشوني دبرا من ذهب ما قبلته والدبر الجبل قال الهروي لا أدري عربي أم لا ثم قال من نظر إلى هؤلاء الرهط نظرة يؤذيهم بها فقد غرم ومعنى غرم هلك في قوله تعالى * ( إن عذابها كان غراما ) * فخرج عمرو بن العاص وابن أبي ربيعة وسمع رسول الله صلى الله عليه سلم ببعث قريش عمرو بن العاص إلى النجاشي فبعث رسول الله صلى الله عليه سلم عمرو بن أمية الضمري وكتب معه إلى النجاشي فقدم
نام کتاب : الدرر نویسنده : ابن عبد البر جلد : 1 صفحه : 133