فحسن إسلامه ، قال : لما التقم الحوت يونس عليه السلام جال به الأبحر السبعة ، فلما كان آخر ذلك ، انتهى به الحوت إلى قعر البحر ، موضع يلي قعر جهنم ، فسبح يونس في بطن الحوت ، فسمع قارون تسبيحه وهو في النار ، وذكر بقية الخبر .
وروى قيس بن الربيع ، عن عبيد المكتب ، عن مجاهد ، عن ابن عمر رضي الله عنهما ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( إن جهنم محيطة بالدنيا ، وإن الجنة من ورائه ، فلذلك كان الصراط على جهنم طريقا إلى الجنة ) غريب منكر .
وقد روي عن بعضهم ما يدل على أن النار في السماء ، وروي مجاهد قال في قوله تعالى :
( وفي السماء رزقكم وما توعدون ) [ الذاريات : 22 ] .
قال : الجنة والنار ، وكذا قال جويبر عن الضحاك .
وروى عاصم ، عن زر ، عن حذيفة ، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، قال : ( أوتيت بالبراق ، فلم نزايل طرفه أنا وجبريل حتى أتينا بيت المقدس ، وفتحت لنا أبواب السماء ، ورأيت الجنة والنار ) خرجه الإمام أحمد وغيره ، قال في رواية المروذي وفي حديث حذيفة ، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال :
( رأيت ليلة أسري بي الجنة والنار في السماء ، فقرأت هذه الآية : وفي السماء رزقكم وما توعدون .
فكأني لم أقرأها قط ) وهو تصديق لما قاله حذيفة ، نقله عنه الخلال في ( كتاب السنة ) وهذا اللفظ الذي احتج به الإمام أحمد لم نقف عليه بعد في حديثه ، وإنما روي عنه ما تقدم .
وروي عن حذيفة ، أنه قال : والله ما زايل البراق حتى فتحت لهما أبواب السماء ، ورأيا الجنة والنار ووعد الله الآخرة أجمع ، ولم يرفعه ، وهذا كله ليس بصريح في أنه رأى النار في السماء كما لا يخفى .