خلقا كثيرا ، فيقولون ربنا لم نذر فيها خيرا " . وكان أبو سعيد يقول : إن لم تصدقوني بهذا الحديث ، فاقرؤوا إن شتم :
( إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما ) [ النساء : 40 ] .
فيقول الله عز وجل : شفعت الملائكة ، وشفع النبيون ، وشفع المؤمنون ، ولم يبق إلا أرحم الراحمين ، فيقبض قبضة من النار ، فيخرج بها قوما لم يعملوا خيرا قط ، قد عادوا حمما ، فيلقيهم في نهر في أفواه الجنة ، يقال له نهر الحياة ، فيخرجون كما تخرج الحبة في حميل السيل " ، وذكر بقية الحديث . خرجاه في " الصحيحين " ، ولفظه لمسلم .
والمراد بقوله : " لم يعملوا خيرا قط " من أعمال الجوارح ، وإن كان أصل التوحيد معهم ، ولهذا جاء في حديث الذي أمر أهله أن يحرقوه بعد موته بالنار ، إنه لم يعمل خيرا قط غير التوحيد . خرجه الإمام أحمد ، من حديث أبي هريرة مرفوعا ، ومن حديث ابن مسعود موقوفا .
ويشهد لهذا ، ما في حديث أنس ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، في حديث الشفاعة ، قال : " فأقول : يا رب ، ائذن لي فيمن يقول لا إله إلا الله ، فيقول : وعزتي وجلالي ، وكبريائي وعظمتي ، لأخرجن من النار من قال : لا إله إلا الله " . خرجاه في " الصحيحين " . وعند مسلم : " فيقول : ليس ذلك لك ، أوليس ذلك إليك " . وهذا يدل على أن الذين يخرجهم الله برحمته ، من غير شفاعة مخلوق ، هم أهل كلمة التوحيد ، الذين لم يعملوا معها خيرا قط بجوارحهم ، والله أعلم .
وروى أبو الهيثم ، عن أبي سعيد الخدري ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، قال : " يوضع الصراط بين ظهراني جهنم ، عليه حسك كحسك السعدان ،