وخرج الإمام أحمد ، من حديث ابن لهيعة ورشدين بن سعد ، كلاهما عن زاذان بن نائل ، عن سهل بن معاذ بن أنس ، عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، قال : " من حرس من وراء المسلمين في سبيل الله متطوعا ، لا يأخذه سلطان ، لم يرد النار إلا تحلة القسم ، فإن الله يقول : ( وإن منكم إلا واردها ) إسناده ضعيف .
وخرج الطبراني ، من حديث الواقدي ، حدثنا شعيب بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر ، حدثنا أبي ، عن أبيه ، عن جده ، عن أبي بكر الصديق ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، قال : " إنما حر جهنم على أمتي كحر الحمام " . الواقدي متروك .
وروى منصور بن عمار ، عن بشير بن طلحة ، عن خالد بن دريك ، عن يعلى ابن منبه ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : " تقول جهنم للمؤمن : جز يا مؤمن فقد أطفأ نورك لهبي " . غريب وفيه نكاره .
وقد فسر بعضهم الورود بالحمي في الدنيا ، روى مجاهد وعثمان بن الأسود ، وفيه حديث مرفوع : " الحمى حظ المؤمن من النار " . وإسناده ضعيف .
وقالت طائفة : الورود ليس عاما ، وإنما هو خاص بالمحضرين حول جهنم ، المذكورين في قوله تعالى :
( فوربك لنحشرنهم والشياطين ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا ) إلى قوله : ( وإن منكم إلا واردها ) [ مريم : 68 - 71 ] .
كأنه يقال لهؤلاء الموصوفين : وإن منكم إلا واردها . روي هذا التأويل عن زيد بن أسلم ، وهو بعيد جدا . وعن عكرمة أنه كان يقرأ : ( وإن منكم إلا واردها ) يقول : الضمير يعود إلى الظلمة ، كذلك كنا نقرؤها . وروي هذا