الباب الرابع والعشرون [ في ذكر خزنة جهنم وزبانيتها ] قال الله تعالى : ( عليها تسعة عشر وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا ) الآيات [ المدثر : 30 - 31 ] .
قال آدم بن أبي إياس : حدثنا حماد بن سلمة ، حدثنا الأزرق بن قيس ، عن رجل من بني تميم ، قال : كنا عند أبي العوام ، فقرأ هذه الآية ( عليها تسعة عشر ) فقال : ما تقولون ؟ تسعة عشر ملكا ؟ قلنا : بل تسعة عشر ألفا ، فقال :
ومن أين علمت ذلك ، قال : قلت : لأن الله تعالى يقول : ( وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا ) قال أبو العوام ، صدقت ، وبيد كل واحد منهم مرزبة من حديد لها شعبتان ، فيضرب لها الضرب يهوي بها سبعين ألفا ، بين منكبي كل ملك منهم مسيرة كذا وكذا . فعلى قول أبي العوام ومن وافقه ، الفتنة للكفار ، إنما جاءت من ذكر العدد الموهم للقلة حيث لم يذكر المميز له .
ويشبه هذا ما روى سعيد بن بشير ، عن قتادة ، في قوله :
( وما يعلم جنود ربك إلا هو ) [ المدثر : 31 ] . أي من كثرتهم .
وكذلك ما روى إبراهيم بن الحكم بن أبان ، وفيه ضعف ، عن أبيه ، عن