منذ أربعين سنة وأنا أبحث في هذه المسألة وقد تحققت أنه لا دليل ثم ذكر أستاذ آخر : أن نداء الأموات هو دعاء لهم ، وأن الدعاء عبادة ، لقول النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : ( الدعاء هو العبادة ) وجاء : ( الدعاء مخ العبادة ) وكلمة ( يا ) أداة نداء ودعاء فهي عبادة . فأجبت الأستاذ : بأن الدعاء له عدة معان منها العبادة والحديث لا يحصر الدعاء بالعبادة باتفاق العلماء ، وقد ثبت في الصحيحين : أن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قال لما رأى ولده إبراهيم عليه السلام يجود بنفسه : وإنا على فراقك يا إبراهيم لمحزونون وكان يأمر من زار المقابر أن يقول : السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون . نسأل الله العافية لنا ولكم . وعن أبي مويهبة مولى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : أن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قال لأهل البقيع : ( السلام عليكم يا أهل المقابر ليهنكم ما أصبحتم فيه . . . ) الحديث رواه الإمام أحمد ( 3 / 489 ) والطبراني قال الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد ( 9 / 24 ) بإسنادين ورجال أحدهما ثقات . وفي مصنف الإمام عبد الرزاق ( 3 / 576 / حديث 6724 بتحقيق المحدث الأعظمي ) بسند صحيح عن نافع قال : كان ابن عمر إذا قدم من سفر أتى قبر النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فقال : السلام عليك يا رسول الله ، السلام عليك يا أبا بكر ، السلام عليك يا أبتاه . ا ه . ولم يكن هذا من النبي ( صلى الله عليه وسلم ) وأصحابه عبادة للمنادى مع أنه نداء باتفاق العقلاء . وكذلك قول سيدنا أبي بكر للنبي ( صلى الله عليه وسلم ) بعد موته بأبي أنت وأمي يا نبي الله ، لا يجمع الله عليك موتتين . ( الفتح 3 / 13 ) رواه البخاري وغيره . فقال الأستاذ : لكنه لم يطلب منه شئ فقلت : نحن نريد أن نثبت نقطتين :