responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأذكار النووية نویسنده : النووي    جلد : 1  صفحه : 8


وعن سهل التستري : لا يشم رائحة الصدق عبد داهن نفسه أو غيره ، وأقوالهم في هذا غير منحصرة ، وفيما أشرت إليه كفاية لمن وفق .
[ فصل ] : اعلم أنه ينبغي لمن بلغه شئ في فضائل الأعمال أن يعمل به ولو مرة واحدة ليكون من أهله ، ولا ينبغي أن يتركه مطلقا بل يأتي بما تيسر منه ، 3 - لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق على صحته : " إذا أمرتكم بشئ فأتوا منه ما استطعتم " .
[ فصل ] : قال العلماء من المحدثين والفقهاء وغيرهم : يجوز ويستحب العمل في الفضائل والترغيب والترهيب بالحديث الضعيف ما لم يكن موضوعا [1] .
وأما الأحكام كالحلال والحرام والبيع والنكاح والطلاق وغير ذلك فلا يعمل فيها إلا بالحديث الصحيح أو الحسن [2] إلا أن يكون في احتياط في شئ من ذلك ، كما إذا ورد حديث ضعيف بكراهة بعض البيوع أو الأنكحة ، فإن المستحب أن يتنزه عنه ولكن لا يجب . وإنما ذكرت هذا الفصل لأنه يجئ في هذا الكتاب أحاديث أنص على صحتها أو حسنها أو ضعفها ، أو أسكت عنها لذهول عن ذلك أو غيره ، فأردت أن تتقرر هذه القاعدة عند مطالع هذا الكتاب .
[ فصل ] : اعلم أنه كما يستحب الذكر يستحب الجلوس في حلق أهله ، وقد تظاهرت الأدلة على ذلك ، وسترد في مواضعها إن شاء الله تعالى ، ويكفي في ذلك حديث ابن عمر [3] رضي الله عنهما قال :



[1] قوله : ما لم يكن موضوعا : وفي معناه شديد الضعف ، فلا يجوز العمل بخبر من انفرد من كذاب ومتهم ، وبقي للعمل بالضعيف شرطان : أن يكون له أصل شاهد لذلك ، كاندراجه في عموم أو قاعدة كلية ، وأن لا يعتقد عند العمل به ثبوته ، بل يعتقد الاحتياط .
[2] أي سواء كان ذلك لذاته في كل منهما أو لغيره بان انجبر ضعف ضعيف الحديث الصدوق الأمين بمجيئه من طرق متعددة ، فصار حسنا لغيره فيحتج به فيما ذكر .
[3] نسبه المؤلف كما ترى إلى ابن عمر ، ولم يذكر من خرجه عنه ، وهو في المسند ، والترمذي ، والبيهقي في ( شعب الايمان ) عن أنس ، والطبراني في الكبير عن ابن عباس ، والترمذي عن أبي هريرة ، وابن أبي الدنيا ، وأبي يعلي ، والطبراني ، والبزار ، والحاكم ، والبيهقي من حديث جابر ، وقد قال الحافظ ابن حجر في تخريج الأذكار : لم أجده ، يعني ، الحديث ، من حديث ابن عمر ، ولا بعضه لا في الكتب المشهورة ، ولا في الاجزاء المنثورة . قال الحافظ السيوطي في ( تحفة الأبرار بنكت الأذكار ) ( 1 ) : قال الحافظ ابن حجر ى ( أمالي الأذكار ) وإنما وجدته من حديث جابر بمعناه مختصرا ، قال : وأخرج أبو نعيم في ( الحلية ) من طريق يوسف القاضي ، حدثنا محمد بن أبي بكر ، حدثنا زائدة بن أبي الرقاد - في الأصل : الزنا ، وهو تحريف - حدثنا زياد النميري ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا مررتم برياض الجنة فارتفعوا ، قالوا : وأين لنا برياض الجنة في الدنيا ؟ قال : إنها في مجالس الذكر ) وأخرج أبو نعيم أيضا من طريق الحسن بن سفيان ، حدثنا محمد بن أبي بكر ، حدثنا زائدة بن أبي الرقاد ، عن زياد النميري عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن لله سيارة من الملائكة يطلبون حلق الذكر ، فإذا أتوا عليهم حفوا بهم وبعثوا رائدهم إلى السماء إلى رب العزة سبحانه ، فيقول وهو أعلم : أتينا على عباد من عبادك يعظمون آلاءك ويتلون كتابك ، ويصلون على نبيك ، ويسألون لآخرتهم ودنياهم ، فيقول : غشوهم رحمي ، هم القوم لا يشقى جليسهم ) قلت : الظاهر أن الحديثين حديث واحد لاتحاد الرواة ، فجمع النووي بينهما ، واختصر بقية الحديث ، وأراد أن يقول : حديث أنس ، فسبق قلمه إلى ابن عمر . أقول : وهو حديث حسن بطرقه وشواهده ، ولذلك حسنه الترمذي وغيره .

نام کتاب : الأذكار النووية نویسنده : النووي    جلد : 1  صفحه : 8
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست