نام کتاب : الأذكار النووية نویسنده : النووي جلد : 1 صفحه : 65
للزيادة التي فيه من لفظ المباركات . قال الشافعي وغيره من العلماء رحمهم الله : ولكون الأمر فيها على السعة والتخيير اختلفت ألفاظ الرواة ، والله أعلم . فصل ] : الاختيار أن يأتي بتشهد من الثلاثة ، الأول بكماله ، فلو حذف بعضه فهل يجزيه ؟ فيه تفصيل . فاعلم أن لفظ المباركات ، والصلوات ، والطيبات والزاكيات ، سنة ليس بشرط في التشهد ، فلو حذفها كلها واقتصر على قوله : التحيات لله السلام عليك أيها النبي . . . إلى آخره ، أجزأه . وهذا لا خلاف فيه عندنا . وأما في الألفاظ من قوله : السلام عليك أيها النبي . . . إلى آخره ، فواجب لا يجوز حذف شئ منه إلا لفظ " ورحمة الله وبركاته " ، ففيهما ثلاثة أوجه لأصحابنا ، أصحها : لا يجوز حذف واحدة منهما ، وهذا هو الذي يقتضيه الدليل لاتفاق الأحاديث عليهما . والثاني : يجوز حذفهما . والثالث يجوز حذف " وبركاته " [1] دون " رحمة الله " . وقال أبو العباس بن سريج من أصحابنا : يجوز أن يقتصر على قوله : التحيات لله ، سلام عليك أيها النبي ، سلام على عباد الله الصالحين ، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله . وأما لفظ السلام ، فأكثر الروايات ، السلام عليك أيها النبي ، وكذا " السلام علينا " بالألف واللام فيهما . وفي بعض الروايات : " سلام " بحذفهما فيهما . قال بعض أصحابنا : كلاهما جائز ، ولكن الأفضل : " السلام " بالألف واللام لكونه الأكثر ، ولما فيه من الزيادة والاحتياط . 169 - أما التسمية قبل التحيات ، فقد روينا حديثا مرفوعا في " سنن النسائي " والبيهقي وغيرهما بإثباتها ، وتقدم إثباتها في تشهد ابن عمر ، لكن قال البخاري والنسائي وغيرهما من أئمة الحديث : إن زيادة التسمية غير صحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلهذا قال جمهور أصحابنا : لا تستحب التسمية ، وقال بعض أصحابنا : تستحب ، والمختار أنه لا يأتي بها ، لأن جمهور الصحابة الذين رووا التشهد لم يرووها .
[1] أي : لإغناء السلام عنه ولأنها حذفت في بعض الروايات كما ذكر .
نام کتاب : الأذكار النووية نویسنده : النووي جلد : 1 صفحه : 65