نام کتاب : الأذكار النووية نویسنده : النووي جلد : 1 صفحه : 384
قلت : لا نعلم لما قاله في اللفظين حجة ، ولا دليل له فيما ذكره ، فإن مراد القائل بمستقر الرحمة : الجنة ، ومعناه : جمع بيننا في الجنة التي هي دار القرار ودار المقامة ومحل الاستقرار ، وإنما يدخلها الداخلون برحمة الله تعالى ، ثم من دخلها استقر فيها أبدا ، وأمن الحوادث والأكدار ، وإنما حصل له ذلك برحمة الله تعالى ، فكأنه يقول : أجمع بيننا في مستقر نناله برحمتك . فصل : روى النحاس عن أبي بكر المتقدم قال : لا يقل : اللهم أجرنا من النار ولا يقل : اللهم ارزقنا شفاعة النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فإنما يشفع لمن استوجب النار . قلت : هذا خطأ فاحش ، وجهالة بينة ، ولولا خوف الاغترار بهذا الغلط وكونه قد ذكر في كتب مصنفة لما تجاسرت على حكايته ، فكم من حديث في الصحيح جاء في ترغيب المؤمنين الكاملين بوعدهم شفاعة النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، لقوله ( صلى الله عليه وسلم ) : 1154 - " من قال مثل ما يقول المؤذن حلت له شفاعتي " وغير ذلك . ولقد أحسن الإمام الحافظ الفقيه أبو الفضل عياض رحمه الله في قوله : قد عرف بالنقل المستفيض سؤال السلف الصالح رضي الله عنهم شفاعة نبينا ( صلى الله عليه وسلم ) ورغبتهم فيها قال : وعلى هذا لا يلتفت إلى كراهة من كره ذلك لكونها لا تكون إلا للمذنبين ، لأنه ثبت في الأحاديث في " صحيح مسلم " وغيره إثبات الشفاعة لأقوام في دخولهم الجنة بغير حساب ، ولقوم في زيادة درجاتهم في الجنة ، قال : ثم كل عاقل معترف بالتقصير ، محتاج إلى العفو ، مشفق من كونه من الهالكين ، ويلزم هذا القائل أن لا يدعو بالمغفرة والرحمة ، لأنهما لأصحاب الذنوب ، وكل هذا خلاف ما عرف من دعاء السلف والخلف . فصل : ومن ذلك ما حكاه الناس عن هذا المذكور ، قال : لا تقل : توكلت على ربي الرب الكريم ، وقل : توكلت على ربي الكريم . قلت : لا أصل لما قال . فصل : ومن ذلك ما حكي عن جماعة من العلماء أنهم كرهوا أن يسمى الطواف بالبيت شوطا أو دورا ، قالوا : بل يقال للمرة الواحدة طوفة ، وللمرتين طوفتان ، وللثلاث طوفات ، وللسبع طواف . قلت : وهذا الذي قالوه لا نعلم له أصلا ، ولعلهم كرهوه لكونه من ألفاظ الجاهلية ، والصواب المختار أنه لا كراهة فيه .
نام کتاب : الأذكار النووية نویسنده : النووي جلد : 1 صفحه : 384