نام کتاب : الأذكار النووية نویسنده : النووي جلد : 1 صفحه : 381
ما قلت من ذلك من شئ ، فيتوهم السامع النفي ، ومقصودك الله يعلم الذي قلته . وقال النخعي أيضا : لا تقل لابنك : أشتري لك سكرا ، بل قل : أرأيت لو اشتريت لك سكرا . وكان النخعي إذا طلبه رجل قال للجارية : قولي له اطلبه في المسجد . وقال غيره : خرج أبي في وقت قبل هذا . وكان الشعبي يخط دائرة ويقول للجارية : ضعي أصبعك فيها وقولي : ليس هو هاهنا . ومثل هذا قول الناس في العادة لمن دعاه لطعام : أنا على نية ، موهما أنه صائم ، ومقصوده على نية ترك الأكل ، ومثله : أبصرت فلانا ؟ فيقول ما رأيته ، أي : ما ضربت رئته ، ونظائر هذا كثيرة . ولو حلف على شئ من هذا ، وورى في يمينه ، لم يحنث ، سواء حلف بالله تعالى ، أو حلف بالطلاق ، أو بغيره ، فلا يقع عليه الطلاق ، ولا غيره ، وهذا إذا لم يحلفه القاضي في دعوى ، فإن حلفه القاضي في دعوى ، فالاعتبار بنية القاضي إذا حلفه بالله تعالى ، فإن حلفه بالطلاق ، بالاعتبار بنية الحالف ، لأنه لا يجوز للقاضي تحليفه بالطلاق ، فهو كغيره من الناس ، والله أعلم . قال الغزالي : ومن الكذب المحرم الذي يوجب الفسق ، ما جرت به العادة في المبالغة ، كقوله : قلت لك مائة مرة ، وطلبتك مائة مرة ونحوه ، بأنه لا يراد به تفهيم المرات ، بل تفهيم المبالغة ، فإن لم يكن طلبه إلا مرة واحدة كان كاذبا ، وإن طلبه مرات لا يعتاد مثلها في الكثرة ، لم يأثم ، وإن لم يبلغ مائة مرة ، وبينهما درجات ، يتعرض المبالغ للكذب فيها . 1149 - قلت : ودليل جواز المبالغة وأنه لا يعد كذبا ، ما رويناه في " الصحيحين " أن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قال : " أما أبو الجهم فلا يضع العصا عن عاتقه ، وأما معاوية فلا مال له " ومعلوم أنه كان له ثوب يلبسه ، وأنه كان يضع العصا في وقت النوم وغيره ، وبالله التوفيق . ( باب ما يقوله ويفعله من تكلم بكلام قبيح ) قال الله تعالى : ( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله ) [ فصلت : 36 ] وقال تعالى : ( إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون ) [ الأعراف : 201 ] وقال تعالى : ( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ، ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا [1] على ما فعلوا وهم
[1] قوله : ( ولم يصروا ) معطوف على فاستغفروا ، والاصرار على الذنب : المداومة عليه وعدم التوبة منه ، ويحدث نفسه أنه ما قدر عليه فعله ولا ينوي توبة ولا يرجو وعدا لحسن ظنه ، ولا يخاف وعيدا على سوء عمله ، هذا حقيقة الاصرار ومقام أهل العتو والاستكبار ، ويخاف على مثل هذا سوء الخاتمة ، لأنه سالك طريقها والعياذ بالله .
نام کتاب : الأذكار النووية نویسنده : النووي جلد : 1 صفحه : 381