نام کتاب : الأذكار النووية نویسنده : النووي جلد : 1 صفحه : 175
504 - وفي " صحيح مسلم " من رواية عبد الرحمن بن سمرة ، قال : " أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وقد كسفت الشمس وهو قائم في الصلاة رافع يديه ، فجعل يسبح ويحمد ويهلل ، ويكبر ويدعو ، حتى حسر عنها ، فلما حسر عنها قرأ سورتين وصلى ركعتين " . قلت : حسر بضم الحاء وكسر السين المهملتين أي : كشف وجلي . [ فصل ] : ويستحب إطالة القراءة في صلاة الكسوف ، فيقرأ في القومة الأولى نحو سورة البقرة ، وفي الثانية نحو مائتي آية ، وفي الثالثة نحو مائة وخمسين آية ، وفي الرابعة نحو مائة آية ، ويسبح في الركوع الأول بقدر مائة آية ، وفي الثاني سبعين ، وفي الثالث كذلك ، وفي الرابع خمسين ، ويطول السجود كنحو الركوع ، والسجدة الأولى نحو الركوع الأول ، والثانية نحو الركوع الثاني ، هذا هو الصحيح . وفيه خلاف معروف للعلماء ، ولا تشكن فيما ذكرته من استحباب تطويل السجود ، لكن المشهور في أكثر كتب أصحابنا أنه لا يطول ، فإن ذلك غلط أو ضعيف ، بل الصواب تطويله . 505 - وقد ثبت ذلك في " الصحيحين " عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من طرق كثيرة ، وقد أوضحته بدلائله وشواهده في " شرح المهذب " . وأشرت هنا إلى ما ذكرت لئلا تغتر بخلافه ، وقد نص الشافعي رحمه الله في مواضع على استحباب تطويله ، والله أعلم . قال أصحابنا : ولا يطول الجلوس بين السجدتين ، بل يأتي به على العادة في غيرها ، وهذا الذي قالوه فيه نظر ، فقد ثبت في حديث صحيح إطالته ، وقد ذكرت ذلك واضحا في " شرح المهذب " فالاختيار استحباب إطالته ، ولا يطول الاعتدال عن الركوع الثاني ، ولا التشهد وجلوسه ، والله أعلم . ولو ترك هذا التطويل كله ، واقتصر على الفاتحة صحت صلاته . ويستحب أن يقول في كل رفع من الركوع ; سمع الله لمن حمده ، ربنا لك الحمد ، فقد روينا ذلك في الصحيح . ويسن الجهر بالقراءة في كسوف القمر ، ويستحب الإسرار في كسوف الشمس ، ثم بعد الصلاة يخطب خطبتين يخوفهم فيهما بالله تعالى ، ويحثهم على طاعة الله تعالى ، وعلى الصدقة والإعتاق ، فقد صح ذلك في الأحاديث المشهورة ، ويحثهم أيضا على شكر نعم الله تعالى ، ويحذرهم الغفلة والاغترار ، والله أعلم . 506 - روينا في " صحيح البخاري " وغيره ، عن أسماء رضي الله عنها قالت : " لقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعتاقة في كسوف الشمس " . والله أعلم .
نام کتاب : الأذكار النووية نویسنده : النووي جلد : 1 صفحه : 175