نام کتاب : الأذكار النووية نویسنده : النووي جلد : 1 صفحه : 348
( باب في النميمة ) قد ذكرنا تحريمها ودلائلها وما جاء في الوعيد عليها ، وذكرنا بيان حقيقتها ، ولكنه مختصر ، ونزيد الآن في شرحه . قال الإمام أبو حامد الغزالي رحمه الله : النميمة إنما تطلق في الغالب على من ينم قول الغير إلى المقول فيه ، كقوله : فلان يقول فيك كذا ، وليست النميمة مخصوصة بذلك ، بل حدها كشف ما يكره كشفه ، سواء كرهه المنقول عنه ، أو المنقول إليه ، أو ثالث ، وسواء كان الكشف بالقول أو الكتابة أو الرمز أو الإيماء أو نحوها ، وسواء كان المنقول من الأقوال أو الأعمال ، وسواء كان عيبا أو غيره ، فحقيقة النميمة : إفشاء السر ، وهتك الستر عما يكره كشفه ، وينبغي للإنسان أن يسكت عن كل ما رآه من أحوال الناس إلا ما في حكايته فائدة لمسلم أو دفع معصية ، وإذا رآه يخفي مال نفسه فذكره ، فهو نميمة . قال : وكل من حملت إليه نميمة وقيل له : قال فيك فلان كذا ، لزمه ستة أمور : الأول : أن لا يصدقه ، لان النمام فاسق ، وهو مردود الخبر . الثاني : أن ينهاه عن ذلك وينصحه ويقبح فعله . الثالث : أن يبغضه في الله تعالى ، فإنه بغيض عند الله تعالى ، والبغض في الله تعالى واجب . الرابع : أن لا يظن بالمنقول عنه السوء ، لقول الله تعالى : ( اجتنبوا كثيرا من الظن ) [ الحجرات : 12 ] . الخامس : أن لا يحملك ما حكي لك على التجسس والبحث عن تحقيق ذلك ، قال الله تعالى : ( ولا تجسسوا ) [ الحجرات : 12 ] . السادس : أن لا يرضى لنفسه ما نهى النمام ، عنه فلا يحكي نميمته . وقد جاء أن رجلا ذكر لعمر بن عبد العزيز رضي الله عنه رجلا بشئ ، فقال عمر : إن شئت نظرنا في أمرك ، فإن كنت كاذبا فأنت من أهل هذه الآية : ( إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ) [ الحجرات : 6 ] وإن كنت صادقا ، فأنت من أهل هذه الآية : ( هماز مشاء بنميم ) [ القلم : 11 ] وإن شئت عفونا عنك ، قال : العفو يا أمير المؤمنين لا أعود إليه أبدا . ورفع إنسان رقعة إلى الصاحب بن عباد يحثه فيها على أخذ مال يتيم وكان مالا كثيرا ، فكتب على ظهرها : النميمة قبيحة وإن كانت صحيحة ، والميت رحمه الله ، واليتيم جبره الله ، والمال ثمره الله ، والساعي لعنه الله .
نام کتاب : الأذكار النووية نویسنده : النووي جلد : 1 صفحه : 348