responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأذكار النووية نویسنده : النووي    جلد : 1  صفحه : 276


( باب المدح ) إعلم أن مدح الإنسان والثناء عليه بجميل صفاته قد يكون في حضور الممدوح ، وقد يكون بغير حضوره ، فأما الذي في غير حضوره ، فلا منع منه إلا أن يجازف المادح ويدخل في الكذب ، فيحرم عليه بسبب الكذب لا لكونه مدحا ، ويستحب هذا المدح الذي لا كذب فيه إذا ترتب عليه مصلحة ولم يجر إلى مفسدة بأن يبلغ الممدوح فيفتتن به ، أو غير ذلك . وأما المدح في وجه الممدوح فقد جاءت فيه أحاديث تقتضي إباحته أو استحبابه ، وأحاديثه تقتضي المنع منه .
قال العلماء : وطريق الجمع بين الأحاديث أن يقال : إن كان الممدوح عنده كمال إيمان ، وحسن يقين ، ورياضة نفس ، ومعرفة تامة ، بحيث لا يفتتن ، ولا يغتر بذلك ، ولا تلعب به نفسه ، فليس بحرام ولا مكروه ، وإن خيف عليه شئ من هذه الأمور ، كره مدحه كراهة شديدة .
794 - فمن أحاديث المنع ما رويناه في " صحيح مسلم " عن المقداد رضي الله عنه " أن رجلا جعل يمدح عثمان رضي الله عنه ، فعمد المقداد فجثا على ركبتيه ، فجعل يحثو في وجهه الحصباء [1] ، فقال له عثمان : ما شأنك ؟ فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب " .
795 - وروينا في " صحيحي البخاري ومسلم " عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يثني على رجل ويطريه في المدحة فقال : أهلكتم أو قطعتم ظهر الرجل " .
قلت : قوله يطريه ، بضم الياء وإسكان الطاء المهملة وكسر الراء وبعدها ياء مثناة تحت . والإطراء : المبالغة في المدح ومجاوزة الحد ، وقيل : هو المدح .
796 - وروينا في " صحيحيهما " عن أبي بكرة رضي الله عنه " أن رجلا ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم فأثنى عليه رجل خيرا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ويحك قطعت عنق صاحبك - يقوله



[1] قال المصنف في " شرح المسلم " : قال أهل اللغة : يقال : حثيت أحثي حيثا ، وحثوت أحثوا لغتان ، والحثو : هو الحفن باليدين اه . والحصباء : الحصى الصغار كما في " النهاية " . والمراد به هنا : ما كان قريبا من الرمل ، لأنه جاء في حديث الترمذي : " فجعل حثو عليه التراب " وفي حديث الباب أن المقداد استدل لفعله ذلك بأمره صلى الله عليه وسلم أن يحثو في وجوه المداحين التراب .

نام کتاب : الأذكار النووية نویسنده : النووي    جلد : 1  صفحه : 276
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست