نام کتاب : الإخوان نویسنده : ابن أبي الدنيا جلد : 1 صفحه : 12
بيئته التي نشأ فيها : كانت أسرة ابن أبي الدنيا أسرة خير وفضل ، وبيته بيت علم وصلاح . فأبوه من العلماء المهتمين بالحديث وروايته ، مما أسهم في نشأته العلمية ، وتكوينه في وقت مبكر ، فحببته أسرته في العلم والعلماء ، ودفعت به إلى حلق العلم ، فأقرأته القرآن والفقه ، وحببته في سماع الحديث وكتابته . وبحكم أن والده كان أحد العلماء فقد مكنه ذلك من السماع من أعلام العصر وحفاظه وسنه دون البلوغ ، ومن هؤلاء الحفاظ سعيد بن سليمان الواسطي - سعدويه - " ت 229 ه " ، وأبو عبيد القاسم بن سلام " ت 224 ه " وخالد بن خداش البصري " ت 223 ه " فأدرك بهؤلاء وطبقتهم إسنادا عاليا ، وشارك أصحاب الكتب الستة في كثير من شيوخهم - وقد دلت بعض الروايات على أنه استقل أخذ يطوف على المشايخ بنفسه ، وسنه دون العاشرة [1] . وبهذه العناية المركزة والمبكرة من أسرة ابن أبي الدنيا ، وبما كان له من اهمة والاقبال استطاع أن يجمع علما غزيرا ويتتلمذ على مئات المشايخ من أئمة العصر وحفاظه . قال الذهبي : " وقد جمه شيخنا أبو الحجاج الحفظ أسماء شيوخه على المعجم ، وهم خلق كثير " [2] ثم ذكر الذهبي جزاءا منهم فبلغ عددهم أربعة وتسعين شيخا . وبلغ عدد شيوخه في كتاب الصمت وحده أكثر من مائتي شيخ . وبهذا تكونت شخصية ابن أبي الدنيا العلمية ، فهو حنبلي المذهب ، سلفي العقيدة ، زهدي المشرب ، وعمل على بث هذه الروح الأخلاقية الايمانية ، ورصد نفسه لها ، وأنشأ في تقعيدها وإذاعتها ما يزيد على مائة مصنف .
[1] الخطيب البغدادي - تاريخ بغداد : 10 / 90 ، ابن حجر - تهذيب التهذيب : 6 / 13 ، وانظر ابن الجوزي : المنتظم : 5 / 148 . وهي رواية إبراهيم الحربي في السماع من عفان بن مسلم الصفار والمعروف عن عفان أنه اختلط في 219 ه - أي قبل وفاته بعام أو أقل - وقد تركوا السماع منه بعد اختلاطه ، وسيأتي الكلام عليها في منزلته العلمية . [2] الذهبي - سير النبلاء : 13 / 397 .
نام کتاب : الإخوان نویسنده : ابن أبي الدنيا جلد : 1 صفحه : 12