responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أضواء على السنة المحمدية نویسنده : محمود أبو رية    جلد : 1  صفحه : 394


العلم القطعي الثابت بالحس في مثل هذه المسألة وما في حكمها - لا مندوحة لنا عن أحد أمرين : إما الطعن في سند الحديث وإن صححوه - لأن رواية ما يخالف القطعي من علامات الوضع عند المحدثين أنفسهم ، وأقرب تصوير للطعن فيما اشتهر رواته بالصدق والضبط أن يكون الصحابي أو التابعي منهم سمعه من مثل كعب الأحبار ، ونحن نعلم أن أبا هريرة روى عن كعب الأحبار ، وكان يصدقه ونرى الكثير من أحاديثه عنعنة لم يصرح بسماعها من النبي صلى الله عليه وسلم - ومن القطعي أنه لم يسمع الكثير منها من لسانه صلى الله عليه وسلم لتأخر إسلامه فمن القريب أن يكون سمع بعضها من كعب الأحبار . ومرسل الصحابي إنما يكون حجة إذا سمعه من صحابي مثله [1] ومثل هذا يقال في ابن عباس وغيره ممن روى عن كعب الأحبار وكان يصدقه - وإما تأويل الحديث بأنه مروي بالمعنى وأن بعض رواته لم يفهم المراد منه فعبر عما فهمه ، كعدم فهم راوي هذا الحديث الذي ذكرنا على سبيل التمثيل - المراد من قوله صلى الله عليه وسلم : إن الشمس تكون ساجدة تحت العرش إلخ . فعبر عنه بما يدل على أنها تغيب عن الأرض كلها . . إلى أن قال : وقد أول الحديث بعض شراح الصحيحين ليوافق رأي المتقدمين من علماء الفلك فكان تأويلهم متكلف يرده ظاهر الحديث ولا سيما رواية مسلم المطولة .
ومن هذا القبيل حكاية بعض الرواة لكعب ووهب عن كتب بني إسرائيل ، ولم يكن يحيى بن معين وأحمد وأبو حاتم وابنه وأمثالهم [2] يعرفون ما يصح من ذلك وما لا يصح لعدم اطلاعهم على تلك الكتب ، وعدم ظهور دليل على كذب الرواة المتقنين للكذب ، فيما يعزونه إليها ، فإذا ظهر لمن بعدهم في العصر أو فيما قبله ، أو فيما بعده ما لم يظهر لهم من كذب اثنين أو أكثر من هؤلاء الرواة فهل يكابر حسه ويكذب نفسه ، ويصدقهم بلسانه كذبا ونفاقا ؟ أو يكتم الحق عن المسلمين



[1] هذا إذا جاءت الرواية بذلك ولكنها أتت بغير ذلك فلا يذكر الصحابي اسم من سمع منه وبهذه الحالة تسقط حجية الحديث .
[2] من شيوخ الحديث وعلماء الجرح والتعديل .

نام کتاب : أضواء على السنة المحمدية نویسنده : محمود أبو رية    جلد : 1  صفحه : 394
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست