responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أضواء على السنة المحمدية نویسنده : محمود أبو رية    جلد : 1  صفحه : 390


الزمان ، ومن راجع مقدمة الإمام مسلم ، علم ما لحقه من التعب والعناء في تصنيف صحيحه ، واطلع على ما أدخله الدخلاء في الدين وليس منه في شئ . لم يخف على أهل النظر في التاريخ أن الدين الإسلامي غشى أبصار العالم بلامع القوة ، وعلا رؤس الأمم بسلطان السطوة وفاض في الناس فيضان السيول المنحدرة ، ولاحت لهم فيه رغبات ، وتمثلت لهم منه مرهبات ، وقامت لأولي الألباب عليه آيات بينات ، فكان الداخلون في الدين على هذه الأقسام : قوم اعتقدوا به إذعانا لحاجته واستضاءة بنوره وأولئك الصادقون ، وقوم من ملل مختلفة انتحلوا لقبه واتسموا بسمته ، إما لرغبة في مغانمه أو لرهبة من سطوات أهله ، أو لتعزز بالانتساب إليه فتدثروا بدثاره ، لكنهم لم يستشعروا بشعاره ، لبسوا الإسلام على ظواهر أحوالهم ، إلا أنه لم يمس أعشار قلوبهم ، فهم كانوا على أديانهم في بواطنهم ، ويضارعون المسلمين في ظواهرهم . وقد قال الله في قوم من أشباههم : " قالت الأعراب آمنا ! قل لم تؤمنوا ، ولكن قولوا أسلمنا ، ولما يدخل الإيمان في قلوبكم " فمن هؤلاء من كان يبالغ في الرياء حتى يظن الناس أنه من الأتقياء ، فإذا أحس من قوم ثقة بقوله أخذ يروي لهم أحاديث دينه القديم مسندا لها إلى النبي صلى الله عليه وسلم أو بعض أصحابه ، ولهذا ترى جميع الإسرائيليات وما حوته شروح التوراة قد نقل إلى الكتب الإسلامية على أنه أحاديث نبوية [1] . ومنهم من تعمد وضع الأحاديث التي لو رسخت معانيها في العقول أفسدت الأخلاق وحملت على التهاون بالأعمال الشرعية وفترت الهمم عن الانتصار للحق ، كالأحاديث الدالة على انقضاء عمر الإسلام " والعياذ بالله أو المطمعة في عفو الله مع الانحراف عن شرعه ، أو الحاملة على التسليم للقدر بترك العقل فيما يصلح الدين والدنيا . كل ذلك يضعه الواضعون قصدا لإفساد المسلمين وتحويلهم عن أصول دينهم . ليختل نظامهم ويضعف حولهم .
ومن الكاذبين قوم ظنوا أن التزيد في الأخبار والإكثار من القول ، يرفع من شأن الدين ، فهذروا بما شاءوا ، يبتغون بذلك الأجر والثواب ، ولن ينالهم إلا الوزر والعقاب ، وهم الذين قال فهم مسلم في صحيحه ما رأيت الصالحين في شئ أكذب منهم في الحديث [2] ويريد " بالصالحين " أولئك الذين يطيلون



[1] راجع فصل الإسرائيليات من هذا الكتاب ص 145 وما بعدها .
[2] راجع فصل الوضاع الصالحون ص 138 .

نام کتاب : أضواء على السنة المحمدية نویسنده : محمود أبو رية    جلد : 1  صفحه : 390
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست